العلاقات العاطفية خارج الأطر الشرعية ورفض الأهل للخاطب
2008-08-07 12:59:08 | إسلام ويب
السؤال:
أنا فتاة أبلغ من العمر 26 سنة، وأرغب في الزواج من شاب ذو خلق ودين، وقد تقدم لخطبتي، ولكن أهلي رفضوه بسبب اختلاف المستوى الاجتماعي، والعادات والتقاليد بين العائلتين، ولكنني متشبثة به وهو كذلك؛ لأنه تجمعنا قصة حب منذ 3 سنوات دون أن نشعر، جمعنا العمل في تلك الفترة، ولأننا نتفاهم كثيراً في الطباع والطموح في تأسيس أسرة، تقوم على الدين وسنة الرسول، علمن أن أهله كذلك يمانعون لأنهم يريدون تزويجه فتاة من عائلته؛ كي يضمنوا بقاءه للعيش بقربهم، علماً أننا لا نقطن في نفس المنطقة.
أرجو منكم إفادتنا ماذا نفعل؟ فنحن نتمنى أن نتزوج في القريب العاجل فقد تعرضنا للفتن والمعاصي وما يغضب الله، فشهواتنا تتغلب علينا أحياناً، وكل هذا بسبب تشدد عائلاتنا لأسباب يرفضها الشرع والدين، وعدم تفهمهم لنا.
نرجو منكم الدعاء لنا بتيسير الأمور، وزواجنا عاجلاً غير آجل، وهداية أهلينا، وفتح قلوبهم للموافقة في أقرب وقت.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن شبابنا يقعون في خطأ كبير عندما يقومون بتأسيس علاقات عاطفية خارج الأطر الشرعية ودون معرفة رأي الأهل في تلك الممارسات الشبابية، والأخطر من ذلك أن في ذلك مخالفة لهدي خير البرية، فعجلوا بالتوبة واجتهدوا في تصحيح القضية، أو توقفوا فوراً قبل حصول البلية، ونسأل الله أن يرزقكم صلاح الذرية، وأن يجمع بينكم في ضوء الكتاب والسنة النبوية.
وأرجو أن أقول لكل شاب وفتاة أن البداية الصحيحة تكون بإخبار الأهل ومحاولة استكشاف وجهة نظرهم ثم بالمجيء للبيوت من أبوابها، فالإسلام لا يقبل بأي علاقة ولا يؤيد علاقة لا تنتهي بالزواج، كما أن الحب الحقيقي يبدأ بالرباط الشرعي وتزداد بالتعاون على البر والتقوى قوة وثباتاً وهو الحب الحلال.
ومن هنا فنحن ندعوكم إلى التوبة النصوح ثم عليك باللجوء إلى الله، فإن قلوب الأهل والخلق بين أصابعه يقلبها كيف شاء، وأرجو أن تجدوا مساعدة العقلاء والعلماء والفاضلات، مع ضرورة أن يكرر الشباب المحاولات ويدخل أصحاب الوجاهات.
وكم تمنينا أن يدرك الشباب والفتيات أن الآباء والأمهات قد يختارون لهم شريك الحياة بدافع الحب لهم، ولكنهم قد يخطئون في الاختيار، ولكننا مع ذلك ينبغي أن نقدر الدوافع ونفعل ما يرضي الله، ولكننا لا ننصح بإتمام المراسيم قبل الاجتهاد في إرضاء الأهل؛ لأن في ذلك عوناً على السعادة والاستقرار، ولأن أولياء الفتاة هم مرجعها في حال موت الزوج أو حصول الطلاق، ولذلك فقد جعلت لهم الشريعة دورا في الإرشاد والتوجيه والمشاركة مع الرأي النهائي بيد الفتى والفتاة.
ولا مانع من تكرار المحاولات، كما قلنا وإدخال الوساطات، حتى ييسر الله لكم هذا الأمر.
وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله ثم بضرورة الاحتكام إلى شرعه، والتمسك بما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم، وأرجو أن تكثروا من اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه.
ونسأل الله أن يقدر لكم الخير ثم يرضيكم به.