ضعف إيماني.. فكيف أستعيده؟
2008-08-22 19:09:14 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لن أطيل عليكم في شكر مجهودكم كثيراً، فلن يسعني الكلام، فأنتم بفضل الله مثال رائع للإيجابية، وسأدخل في استشارتي التي أرجو من الله أن يجعلكم سبباً في راحتي وانشراح صدري، وقبل ذلك أوصيكم بالدعاء لي أن يقبل الله عز وجل توبتي.
قد فعلت ذنبا ليس لفتاة مؤمنة أن تقوم به، ولكن هو ليس من الكبائر، أعني أنه ليس زنا أو شرب خمر أو نحو ذلك، ولكني كنت مؤمنة أكثر من ذلك بكثير، والحمد لله، ولكن حدث تغير في حياتي وكان من أهم أسباب وقوعي عن مستوى تديني وإيماني أني لم أجد ناصحا من حولي، وكنت أفعل الخطأ على مرأى ومسمع من أهلي، بل وأقاربي، وكانوا يشجعوني بدعوى عدم درايتهم بالدين وعدم حضورهم الدروس الدينية، وبعد ما فعلت ما فعلت وقل مستوى تديني إلى حد الانحطاط، عشت فترة من الضنك الذي قال عنه الله عز وجل في القرآن (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا) ووالله ندمت على الذنب ولكن للأسف كانت توبتي ناقصة، فكان المفروض أن أقطع كل سبب يؤدي بي إلى الذنب، ولكني لم أفعل.
ظننت أني أقوى من كل الأسباب بتوبتي، وما لبثت إلا أن ضعفت وكررته مرة أخرى، ولكن بعدها لم أنتظر، فتبت إلى الله عز وجل ودعوته فقطع الله سبحانه وتعالى أسباب الذنب دون تدخل مني، وإني أرجو الله أن ذلك كان بصدق توبتي يا رب، وأنا الآن تائبة ولكن أتذكر ذلك الذنب في كل مكان وفي كل لحظة.
وللأسف هناك روابط له تذكرني به حتى لو نسيته لبعض الوقت، ولكن أنا أتذكره فقط ولم ولن أفعله ـ والحمد لله ـ فقد قطعت كل صلتي بهذا الذنب ولكن مجرد تذكره ينغص عليّ أيامي، بل يجعلني أشعر أن الله نسيني ولم أبق من عباده الصالحين، وأتذكر كيف سأقابل الله بهذا الذنب؟ وكيف سأقف بين يديه بعد أن كنت متدينة ومؤمنة؟ لا أعلم كل ذلك ولكن أرجو أن يعوضني الله عز وجل بزوج صالح يأخذني إلى التدين الحق، ولا أعلم غير أني متلهفة بقرب رمضان لعل الله أن يعتق رقبتي من النار.
وأخيراً: أرجو منكم الدعاء لي بأن يكفر الله عني كل ذلك بأن يرزقني الشهادة وجزاكم الله خيراً، وثبتكم وأعانكم على الخير.
أتمنى منكم الرد والنصيحة، وكيف أعود ليزداد إيماني وثقتي بالله عز وجل.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Shahida حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فنسأل الله تعالى أن يبلغنا وإياك رمضان، وأن يوفقنا إلى صيامه والقيام، وأن يعتق فيه رقابنا ورقاب آبائنا وأمهاتنا من النار، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يحشرنا وإياك في صحبة رسولنا المختار مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين والأخيار، وأن يحسن لنا ولك الختام، وأن يكفر عنا سيئاتنا، وأن يجعلنا من الأبرار.
وأرجو أن نبشرك بقول الله سبحانه: (( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ))[الزمر:53]، بل إن الله سبحانه وتعالى يفرح بتوبة من يتوب إليه، وقد سمى نفسه تواباً ليتوب علينا، وسمى نفسه رحيماً ليرحمنا، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وقد أحسن من قال:
تعاظمني ذنبي فلما قرنته **** بعفوك ربِّ كان عفوك أعظما
وهنيئاً لك بهذه النفس اللوامة، وأرجو أن تجددي التوبة كلما ذكّرك الشيطان بالخطيئة، ورُب معصية أورثت ذُلاًّ وانكساراً أفضل من طاعة أورثت كبراً وافتخاراً.
ومما يعينك على الثبات على التوبة ما يلي:
(1) اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، (( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ * وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ ))[الشورى:25-26].
(2) التخلص من كل آثار وذكريات وأرقام الخطيئة.
(3) تغيير البيئة والرفقة.
(4 الإكثار من الحسنات الماحية، (( وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفِيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ))[هود:114].
(5) المواظبة على ذكر الله وتلاوة كتابه وكثرة السجود له.
(6) تقوى الله واستحضار مراقبته والخوف منه، (( أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى ))[العلق:14].
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بضرورة تجنب اليأس، وتذكري أن رحمة الله قريب من المحسنين، وكم نحن سعداء بتواصلك مع موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يرزقك زوجاً صالحاً يسعدك ويقر عينك به.
وبالله التوفيق.