أريد أن أتوب من علاقة لا زواج فيها، فكيف أفعل ذلك؟
2008-08-18 08:15:50 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم جزيل الشكر على هذا الموقع الأكثر من رائع.
أنا فتاة عمري (20 عاماً) عربية، أحب شاباً خليجياً منذ سنتين، ولكنه الآن تزوج على حسب ما يقول، مع أنني أشعر بشك فيما يقول، علاقتي إلى الآن معه محادثة على الماسنجر.
حاولت مراراً الابتعاد عنه ولكن في النهاية أضعف وأعود له وأعود لإضافة إيميله، صارحته بموضوع الزواج وقلت له: إنني أقبل أن أكون زوجة ثانية، لكنه قال: إنه سيظلمني إن تزوجني، وبأنه لا يستطيع الزواج بي حتى لو كان غير متزوج، قررت أن أتوب وأعود إلى الله، لكني لم أفعل شيئاً إلى الآن، أشعر بضغوط من أهلي عندما يصرخون بوجهي، أشعر كل شيء ضدي.
لا أريد أن يأتي رمضان وأنا على علاقة به، أريد أن أتوب وأن أولد من جديد، وأرجع كما كنت سابقاً لا أعرف شابا، أريد أن أتوب توبة صادقة، أريد عوناً من أحد، أريد أحداً يكون بجانبي يشجعني على الخير، فما هي الطرق التي تجعلني أتوب بلا عودة؟ وما هي الوسائل التي يمكنني أن أقوم بها كي لا أضعف وأعود له؟ أرجوكم ساعدوني فلقد تعبت، كل مرة أبتعد عنه وأضعف وأعود له، ساعدوني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بنت الإسلام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن قدرتك على ترك الطعام والشراب لله دليل على أنك تستطيعين أن تتركي ذلك الشاب وغيره من الذئاب، فأقبلي على ربك التواب، واسأليه الهداية للخير والصواب، واقتربي من أهلك الأحباب، واستعيني برب الأرباب، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يفتح لك من كل خير باب.
وأرجو أن يكون في قصتك عظة وعبرة لسائر الفتيات، والسعيدة من وعظت بغيرها، وأولئك الشباب يريدون العبث بعواطف النساء، ولا مانع عند بعضهم من أن يتغدى بفتاة ويتعشى بأخرى.
وأرجو أن تحافظ كل فتاة مسلمة على وقارها وتدرك أن الإسلام أرادها مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة، بحيث لا يستطيع الرجل مهما كانت منزلته ومكانته أن يصل إلى الفتاة إلا بعد أن يطرق الأبواب، ويثني على الفتاة وأهلها، ويقدم صداقاً يدل على صدقه، ولكن بعض بناتنا رفضن هذا التكريم وجرين وراء الرجال، فهرب منهن الرجال بعد أن نالوا من بعضهن أغلى ما تملكه أي فتاة بعد إيمانها بالله.
وحبذا لو أدرك الجميع عظمة هذا الإسلام الذي لا يقبل بأي علاقة في الخفاء، ولا يرضى بأي علاقة لا يكون هدفها الزواج، فلا تجري خلف السراب، وعودي إلى الحق والصواب، خاصة وقد صدق معك الشاب في أنه لا يمكن أن يتزوج، وأنا أقول لك: لا يمكن أن يحصل ذلك لأنك كنت على علاقة معه، وسوف يقول له الشيطان: وما المانع أن تكون عندها علاقات أخرى؟! ولأن الشاب أمره ليس بيده، وأسرته لن ترضى له أن يتزوج منك، فاحمدي الذي سلمك وأوقفك عند هذا الحد، فاتقي الله في نفسك واستري عليها، وتخلصي من كل ما يذكرك به، واعلمي أن السلامة لا يعدلها شيء، مع ضرورة أن تتوبي إلى الله توبة نصوحاً، واستفيدي من شهر الصيام العظيم فإنه شهر تصفد فيه مردة الشياطين، واحشري نفسك في مجتمع الصالحين، وسيري بسير الصالحين، ولا تستعجلي فسوف يأتيك ما قدره لك رب العالمين، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يلهمك رشدك.
وها نحن نكرر لك الوصية بتقوى الله، فإن الخير بيده وحده، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، وأبشري فإن التوبة تمحو ما قبلها.