أخي لا يحب زوجته بسبب قلة جمالها.
2008-10-31 15:31:32 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم..
أخي منذ أن تزوج وهو يقول: أنا غير مرتاح مع زوجتي، ويقول: ليست جميلة وكبيرة، مع العلم أنها في نفس عمره، وهو يعلم بذلك من البداية، وأنا أقول له: انظر إلى أخلاقها لن تجد مثلها خلقاً، يقول: فيها عيوب أنتم لا تعلمون عنها، عيوب داخلية، وإذا تركها عند أهلها فترة يقول: أشتاق لها قليلاً، لكن إذا فكرت في عيوبها أكرهها ولا أشتاق لها، وهو دائماً يشكو لي.
أنا أخته مع أني أصغر منه لكنه يرى أن يستشيرني ويقول: لم أحب زوجتي أبداً، ولا أريد أن أعيش، ويذهب عمري مع إنسانة لا أحبها، يقول: حسوا فيّ ... أريد أن أستشيركم فيما أقول له؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله - تبارك وتعالى - أن يشرح صدر أخيك لقبول زوجته ما دامت تتمتع بأخلاق فاضلة وصاحبة دين وصلاح وتقىً.
وبخصوص ما ورد برسالتك -أختي الكريمة الفاضلة- فإن النبي صلى الله عليه وسلم وضع لنا قواعد نستطيع بالتزامها أن نحل هذه المشكلة، بل وأي مشكلة تتعلق بالزواج وارتباط الرجل بالمرأة، حيث قال صلى الله عليه وسلم: (تنكح المرأة لأربع: لمالها وجمالها وحسبها ودينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك)، ومعنى هذا الحديث أن الناس عادة ما يرغبون في هذه الأمور الأربعة، فمن الناس من يرغب في المرأة لمالها، ومنهم من يرغب في المرأة لجمالها، ومنهم من يرغب في المرأة لحسبها، ومنهم من يرغب في المرأة لدينها، ثم رجح النبي صلى الله عليه وسلم الدين حيث قال: (فاظفر بذات الدين تربت يداك)، أي أن المتدينة أفضل من هؤلاء جميعاً.
فالواجب على المسلم أن يركز على هذا الجانب لأنه هو الذي به تستقيم الحياة وتستقر الأمور، وتؤدي الأسرة رسالتها التي خلقها الله من أجلها؛ لأن هذا لا يمنع أنه إذا كان مع الدين جمال فهذا رائع، وإذا كان معه حسب أو مال فلا حرج من ذلك، والنبي عليه الصلاة والسلام كان إذا ما جاءه رجل وقد خطب امرأة فيقول: (هلا نظرت إليها) فيقول: لا. فيقول: (انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما) أي تدوم المحبة والمودة؛ لأن المرأة المقبولة تُقبل، أما المرأة المنفرة فإنها قطعاً ستنفِّر، وهذه قسمة الله تعالى، ولكن شاء الله تعالى أن يجعل لكل إنسان رغبة، فالمرأة قد تكون في قمة الجمال ولكنها لا تُلفت نظر شخص بعينه، في حين أن هناك امرأة متواضعة الجمال قد تملك عليه قلبه، فهذه لها طالبها وهذه لها طالبها.
إلا أن الناس في العموم يحبون الجمال، سواء كان جمال خلقة أو جمال الصورة أو جمال الهيئة أو جمال الصفة، الناس جميعاً يحبون الجمال، هذه فطرة فطر الله الناس عليها، بل إن الله تبارك وتعالى كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام بقوله: (إن الله جميل يحب الجمال)، فهذا شيء طبيعي.
ولذلك إذا كانت هذه الأخت لا تتمتع بقدر من الجمال وفعلاً منفِّرة أو ذميمة والرجل يبغضها فهذا شيء طبيعي، حيث إنه لم يجد فيها ما يجذبه إليها، خاصة أننا في معظم بلاد الجزيرة قد لا نسمح للخاطب أو الشاب أن يرى خطيبته إلا ليلة الدخلة، وهنا تكون البلية الكبرى والمصيبة العظمى أنه يتصور أن زوجته جميلة ولكنه يفاجأ أنها ليست كذلك، فهذه جناية اجتماعية كبرى تأتي على قواعد الأسرة المسلمة لتدمرها، فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول للصحابي: (انظر إليها) ونحن نقول: ممنوع أن ينظر إليها.
من الذي نطيع الآن؟ هل نطيع رسول الله صلى الله عليه وسلم لنسعد ونستريح ونهنأ، أم نطيع العادات والأعراف التي ما أنزل الله بها من سلطان؟!
أما أخوك هذا لو أنه نظر إلى هذه الفتاة قبل أن يدخل بها وكان يعرف جمالها، ثم بعد ذلك الآن يقول إن فيها عيوبا داخلية، فهذا أمر غير مقبول الآن، لماذا؟ لأنك لماذا أنت عندما رأيتها وليست جميلة وكانت بهذه الدمامة لماذا لم تتراجع عن خطبتها وتجلس في بيت أهلها؟! .. أنت الآن أوقعتها في حرج وأوقعت الناس معك كذلك وقد تكسر قلبها وقد تعكر صفوها حتى تموت، ولذلك أنا أخشى أن يكون هذا الأمر نتيجة شيء خارجي كسحر أو غيره، فأتمنى أن تُجرى له رقية شرعية، يرقي نفسه بنفسه، أو تقوم أخته – أم محمد – برقيته أو يرقيه بعض الصالحين من الثقات في بلادكم، لعله أن يكون به مسٌّ أو حسد أو عين.
فإذا لم يتبين منه شيء وكانت الأخت فعلاً ليست على قدر من الجاذبية الطبيعية فلا مانع فعلاً أن يطلقها حتى لا يضيع عمره مع إنسانة لا يحبها كما قال.
أما إذا كانت مقبولة ومعقولة وليست منفرة ولا دميمة فالأولى أن يُنصح بالصبر عليها، وأن يعلم أن الجمال ليس بجمال البشرة فقط وإنما بجمال الأخلاق والقيم وأن هذا الأمر هو شأن معظم النساء في الدنيا كلها أنهن متوسطات الجمال، وهذه أمور لا تُنكر عليها ولا تقتضي أن يطلقها.
فإن أصر على ذلك وأبى إلا أن يطلقها فنقول له: الأمر لله تعالى ولا يمكن أن نجبره على أن يستمر معها ما دام نافراً منها مبغضاً لها كارهاً لوجودها في حياته.
هذا وبالله التوفيق.