الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Amir alkolob حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
فجزاك الله خيراً وبارك الله فيك، ونشكرك كثيراً على ثقتك فيما تقدمه الشبكة الإسلامية، وبارك الله فيك على كلماتك الطيبة، فنسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعاً، وأن يجازي القائمين على أمر هذه الشبكة والمنفقين عليها خير الجزاء.
فإن الرهاب الاجتماعي حقيقة يعالج أولاً عن طريق العلاج السلوكي، ثم بعد ذلك نوصي بالعلاج الدوائي.. لا أقول لك: ابدأ العلاج السلوكي ثم بعد ذلك ابدأ العلاج الدوائي، لا، ابدأ العلاج السلوكي وفي نفس الوقت ابدأ العلاج الدوائي، والعلاج السلوكي يكون كالآتي:
أولاً: يجب أن تصحح مفاهيمك حول الرهاب الاجتماعي، فهو مجرد قلق وليس أكثر من ذلك، واعرف أنك لست أضعف من الآخرين ولست أقل منهم، ولا يتميزون عليك بأي شيء، وتأكد أن الأعراض التي تأتيك من شعور بالخوف والرجفة والتلعثم وخوف الفشل أمام الآخرين هي أعراض مبالغ فيها وليست حقيقة، فهذا يجب أن يكون دافعاً نفسياً سلوكياً قوياً بالنسبة لك.
ثانياً: يجب أن تحقر المواقف التي تحس فيها بالخوف، فقل لنفسك: (لماذا أخاف؟ فأنا كبقية الناس، وهم ليسوا أحسن مني)، وهكذا.
بعد ذلك يأتي العلاج في الخيال، فتصور أنك تصلي بالناس في المسجد في صلاة جهرية، عش هذا الموقف كأنه حقيقة، تصور أنك تقوم بإلقاء خطبة أو حديث أو عرض لموضوع معين أمام تجمع كبير من الناس، أو في المدرسة أو في الجامعة التي أنت فيها، فهذه أمور تحدث في الحياة، عش هذا الخيال بقوة وكأنه حقيقة، هذا إن شاء الله يساعدك كثيراً.
ثم بعد ذلك عليك بعدم التجنب للمواقف الاجتماعية، فكن مرفوع الرأس، وحين تقدم على أي نوع من المخاطبة الاجتماعية أو الأفعال الاجتماعية خذ نفساً عميقاً واملأ صدرك بالهواء ثم أقدم على ما تريد القيام به، هذه علاجات سلوكية ضرورية جدّا.
وهنالك أيضاً تمارين للاسترخاء، فهنالك تمارين التنفس، وهنالك تمارين العضلات وارتخائها أيضاً تساعد، وتمارين الاسترخاء حقيقة ذات قيمة سلوكية عالية، ويوجد الكثير من الأشرطة الفيديو والكتيبات والـ (CD) الموجودة في المكتبات التي توضح كيفية القيام بهذه التمارين، ويمكنك أيضاً مقابلة أخصائي نفسي ليقوم بتدريبك على هذه التمارين، وعموماً: إذا كان هنالك صعوبة في كل ذلك فسأقدم لك شرحاً موجزاً عن كيفية هذه التمارين:
عليك أولاً أن تتأمل في حالة استرخائية كاملة، ويجب ألا تشغل ذهنك بأي أمر آخر، بمعنى أن تخصص وقتاً حوالي ثلاثين دقيقة إلى أربعين دقيقة، وتعرف أنك الآن في جلسة علاجية استرخائية لا تتحمل أي نوع من الضوضاء أو الإزعاج أو الانشغال، وتذكر لحظات جميلة وسعيدة في حياتك، أو يمكنك أن تستمع إلى شريط من القرآن لأحد القراء بصوت منخفض، هذا أيضاً وجد أنه جيد جدّاً.
بعد ذلك أغمض عينيك قليلاً وافتح فمك أيضاً قليلاً، ثم خذ نفساً عميقاً وبطيئاً – وهذا هو الشهيق – ويجب أن يكون عن طريق الأنف، واجعل صدرك يمتلئ بالهواء حتى ترتفع البطن قليلاً، ثم بعد ذلك أمسك على الهواء في صدرك قليلاً لمدة خمس ثوانٍ، ثم أخرج الهواء عن طريق الفم، ويجب أن يكون إخراجه أيضاً بكل قوة وبكل بطء، كرر هذا التمرين خمساً إلى ست مرات بمعدل مرة صباحاً ومرة مساءً.
والتمرين الآخر هو تمرين الاسترخاء العضلي، تأمل مجموعات العضلات الموجودة في جسمك، وهي بالطبع عضلات القدمين والساقين والحوض والظهر والبطن والصدر والرقبة، ثم بعد ذلك قم بشد مجموعة العضلات الأولى وهي عضلات القدمين، تأمل أنك تشد على هذه العضلات، ثم بعد ذلك قم باسترخائها، أي: اقبض عليها وشد عليها ثم بعد ذلك أطلقها، وهكذا انقل نفس التمرين لعضلات الساقين والحوض والظهر والبطن والصدر والرقبة، هذا من التمارين المفيدة جدّاً والتي سوف تساعدك كثيراً.
وعليك أيضاً بالرياضة الجماعية مثل كرة القدم، فقد وجد أنها أيضاً تقلل من الرهاب الاجتماعي، وحضور حلقات التلاوة والاستمرار فيها يجعل الإنسان حقيقة مطمئناً ومفعماً بالأمل، ويقضي تماماً على هذا الخوف والرهاب إن شاء الله.
يأتي بعد ذلك العلاج الدوائي، والبروزاك من الأدوية التي تستعمل في علاج الرهاب الاجتماعية ولكنه ليس أفضل الأدوية، فهو دواء فعال جدّاً في علاج الاكتئاب وفي علاج الوساوس، وفعال بدرجة أقل في علاج الرهاب الاجتماعي.
أما فيما ذكر أنه يسبب العقم فهذا ليس صحيحاً أبداً، فالبروزاك يسبب تأخراً للقذف لدى بعض الرجال، ولكنه لا يؤثر على الحيوانات المنوية وعلى تكوينها أو حركتها أو قدرتها على إخصاب البويضات عند النساء.
أما بالنسبة للأداء الجنسي؛ فهنالك بعض الرجال إذا أخذوا البروزاك بجرعة عالية مثل ثلاث مرات (ستين مليجراماً) في اليوم ربما يحس الواحد منهم بضعف بسيط في الانتصاب، ولكن أعتقد أيضاً أن العامل النفسي أيضاً لعب دوراً في ذلك، لأنني أعرف من تحسن أداؤهم الجنسي بصورة جيدة بعد تناولهم للبروزاك.
هذا هو الموقف العلمي من البروزاك وعلاقته بالآثار أو الجوانب الجنسية.
الأعراض الجانبية الأخرى لعقار البروزاك هو أنه ربما يؤدي إلى سوء في الهضم عند بداية العلاج، أي: في الأسبوع الأول، وللتخلص من هذا الأثر الجانبي أو العرض ننصح بأن يتناوله الإنسان بعد تناول الأكل، فهذا لا يعطي الفرصة إن شاء الله لتجمع الأحماض.
إذن يمكنك أن تستعمل البروزاك وهو دواء آمن وسليم جدّاً، وهو حقيقة ليس دواءً مثالياً كما ذكرت لك لعلاج الرهاب الاجتماعي، ولكنه جيد، والدواء المثالي إذا أردت أن تستعمله هو العقار الذي يعرف علمياً باسم (باروكستين Paroxetine) ويعرف تجارياً باسم (زيروكسات Seroxat) أو (باكسيل Paxil)، ويسمى لديكم في المغرب بـ (ديروكسات Deroxat)، وجرعته هي تبدأ بنصف حبة (عشرة مليجرام) ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى عشرين مليجراماً (حبة واحدة) يومياً، وتستمر عليها لمدة شهر، ثم بعد ذلك ترفع الجرعة إلى حبتين في اليوم كجرعة واحدة ليلاً، وتستمر على هذه الجرعة لمدة أربعة أشهر، ثم تخفض الجرعة بعد ذلك إلى حبة واحدة واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى نصف حبة وتستمر عليها لمدة شهر ثم تتوقف عن الدواء.
الزيروكسات – أو الديروكسات – دواء سليم جدّاً، ولكنه أيضاً قد يؤدي إلى تأخير بسيط في القذف عند بعض الرجال، ولكنه لا يؤثر مطلقاً على الذكورة أو على خصوبة الرجل، ولا يؤدي إلى العقم أبداً، وحتى أثره الجانبي وهو تأخير القذف هو أثر مؤقت يختفي تماماً بعد أن يتوقف الإنسان عن تناول الدواء، وحقيقة كثير من الناس وجد أن هذا الأثر الجانبي إيجابي بالنسبة لهم خاصة الذين يعانون من سرعة القذف.
أرجو أن نكون قد أفدنا بما هو مطلوب، ونسأل الله لك العافية والشفاء، وجزاك الله خيراً على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.
ويمكنك الاستفادة من هذه الاستشارات حول كيفية التخلص من الرهاب (
259576 -
261344 -
263699 -
264538).
وبالله التوفيق.