دمامل وبثور في منطقة وسط الجسم
2008-10-29 13:25:40 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كنت أعاني منذ خمس سنوات من دمامل صغيرة متفرقة في منطقة الوسط - بين الأرداف والعانة والعصعص -، ومؤخراً الخصية، وطوال السنوات الثلاث الأولى كنت أتردد على المستشفيات، ويتم وصف العلاجات والمضادات الحيوية التي استخدمت منها: (Klavox 365mg، Clavulanate-potentiated amoxycillin)، (quinox 250Mg)، (ciprofloxacin).
ولم يفد العلاج رغم اهتمامي بالنظافة الشخصية، وكنت أنتقل من طبيب لآخر، ومن الجراحة العامة إلى الجلدية إلى جراحة التجميل، وتطور الأمر وتطورت الحالة حتى صرت أضطر لفتح الحبوب لتخفيف الضغط الذي لا أستطيع المشي بسببه أحياناً.
وقبل سنتين أجريت عملية ناسور عصعصي على أنه كيس شعر، وبعد سنتين عاد لي من جديد فأخبرني الطبيب بأن المشكلة في الغدد العرقية، فأجريت الجراحة مرة أخرى ونجحت - ولله الحمد - وأجريت جراحة عن نقطة العقد الليمفاوية ما بين الفخذ والبطن من الجهتين، لكن البثور والدمامل لا تزال تخرج في مناطق أخرى، فما الحل وبم تنصحون؟!
وشكراً لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ دانيال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن هذا الوصف لما تعاني منه هو التهاب الغدد العرقية الإبطية القيحي، ويسمى (Hideradenitis suppurativa)، وهذا المرض أو التظاهرة قد يكون أحادي الجانب، وهو الأسلم والأسهل في العلاج، وقد يكون معمماً على الإبطين والمغبنين - أي طوية اتصال الفخذ بالجذع -، وعندها يكون ناكساً ومعانداً، وقد لا يستجيب لأغلب العلاجات إلا مؤقتاً ما عدا الجراحة.
ومما يجب عمله هو مزرعة، ولكن ليس عند أو مع أو بعد تناول المضاد الحيوي؛ لأن المضاد الحيوي يعطي نتيجة خاطئة في المزرعة، وذلك لعدم نمو الجراثيم التي ثبطها المضاد الحيوي، كما يجب أخذ هذا المضاد الحيوي لفترة كافية لإنهاء الالتهاب تماماً وليس تحسينه، ويفضل الاستمرار به لعدة أيام بعد الشفاء السريري.
وإن عدم الانتظام بأخذ المضاد الحيوي أو أخذ المضاد الحيوي غير المناسب ولو بكميات كبيرة ولمدة طويلة أو أخذ المضاد الحيوي المناسب ولكن بجرعة غير مناسبة أو لمدة غير مناسبة كل ذلك يعتبر من أسباب فشل العلاج.
ومن الإجراءات اللازمة التفكير بالعوامل المهيئة الموضعية وتجنبها مثل استعمال التنظيف العنيف أو الفرك أو الدلك بقوة أو استعمال مزيلات العرق التي تدلك الجلد بالكرة المنزلقة أو الحلاقة غير النظيفة الراضة أو الاحتكاك الموضعي أو غيرها من الأسباب التي واحدة أو أكثر منها قد تؤدي لعودة المرض ونكسه وعدم فاعلية الدواء.
ويجب استعمال الصابون للغسل اليومي بلطف واعتدال ودون المبالغة في الدلك (سياتل أو سيبا ميد ليكويد كلينزر)، حتى بعد التحسن يعتبر من العوامل الواقية من رجوع المرض.
وإن مما يساعد المضادات الحيوية عن طريق الفم هو استعمال المضادات الحيوية الموضعية على شكل كريم (فيوسيدين أو باكتروبان) أو لوشن (أريثرومايسين أو كليندامايسين)، وهناك العلاج الجراحي الذي يستأصل أو يخرب هذه الغدد، وقد نجح معك ولله الحمد.
كما يمكن البدء بدورة علاجية (كورس) من روأكيوتين، تحت إشراف طبي، فلربما أفاد وأغنى عن الجراحة والمضادات الحيوية، ويعطى في كامل الدورة ما يعادل 120 ملجم لكل كج من وزن المريض.
وقد ظهرت حديثاً الأدوية الجديدة المسماة بالبيولوجيك، أي العلاجات الحيوية، والتي منها الأنفليكسيماب وأتانيرسيبت، والأول مقدم في العلاج ولكنه دواء مكلف جداً، ويحتاج إلى طبيب خبير باستعماله، ويجب إجراء تحاليل واستقصاءات مخبرية لنفي وجود التهاب الكبد أو التدرن، وفحص عام لوظائف الأعضاء في الجسم قبل العلاج.
كما يجب أن يعطى تحت الإشراف والمتابعة الطبية عند طبيب أو مركز له خبرة بهذا النوع من العلاجات، علماً بأنه علاج لمرض الصدفية بالأصل، ولكن هناك استعمالات عديدة تزداد يوماً بعد يوم، وتحصل الشركة على الترخيص في استعماله في عدد من الأمراض الإضافية مع الزمن، ولكن لم يرخص في استعماله في هذا المرض حتى الآن، مع أن هناك العديد من النشرات الطبية العالمية لمحاولات فردية ودراسات منشورة قد ترقى مع الزمن لدعم الموافقة على استعماله في هذا المرض، ويمكن إجراء بحث عن (Hideradenitis suppurativa &infliximab) والاطلاع على الملخصات من المجلات المعتمدة، مثل: (Aad – bmj)، أو موقع علمي معتمد، مثل: (Pubmed)، وذلك للاطلاع على آخر الأخبار الطبية المتعلقة بمادة بحثك.
وباختصار يجب الغسل بالماء والصابون واستعمال المضاد الحيوي الموضعي، وإجراء الزرع قبل المضادات، واستعمال المضاد المناسب بالطريقة المناسبة للمدة المناسبة بالجرعة المناسبة، وعدم التقصير في ذلك إلى أن تنتهي المشكلة تماماً.
وإن التداخل الجراحي المستأصل للغدد المتقيحة هو حل جيد ولكنه مؤلم، وإن استعمال الروأكيوتين مفيد ومتعب ويحتاج متابعة مع طبيب، والعلاجات الحيوية الجديدة قد تغير مستقبل هذا المرض والمريض على حد سواء.
والله الموفق.