أهمية فيتامين (ب 12) وأسباب نقصه وكيفية علاجه

2008-11-06 07:56:15 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أجريت فحصاً لفيتامين (ب 12) قبل فترة، وتبين أن لدي نقصاً حاداً في هذا الفيتامين، حيث أعطاني الطبيب حبوب الفيتامين تحت اللسان، فهل يعتبر هذا من الأمراض الخبيثة التي تستدعي أخذ احتياطات خاصة له؟!

أفيدوني وفقكم الله.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ AA حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن الفيتامين (ب 12) هو واحد من فيتامينات الـ(ب) الضروريّة للجسم للقيام بالعديد من الوظائف الحيوية، فهو ضروري لعملية استقلاب الكربوهيدرات والدهون والبروتينات إلى طاقة.

الأهم من ذلك أنّ الجسم يحتاجه لتصنيع خلايا الدم الحمراء، فضلاً عن الحفاظ على نظام المناعة، وجعله يقوم بمهامه إلى أقصى حد، وبالإضافة إلى ذلك فإن فيتامين (ب 12) يُستخدم لتشكيل غطاء الحماية لجميع الخلايا العصبية في الجسم، وهو يسمى غطاء (الميالين Myelin).

إنّ الكميّة التي يحتاجها الجسم منه صغيرة نسبياً، ولكنّها ضروريّة على أساس منتظم، ومع ذلك فإن الفيتامين (ب 12) من تلقاء نفسه ليس كافياً؛ إذ من الصعب على الجسم استيعابه بسهولة.

لمساعدة الجسم على امتصاصه تنتج المعدة عاملاً داخلياً يسهل من عملية امتصاص هذا الفيتامين، وهو موجود فقط في الأغذية الحيوانية مثل الكبد والبيض والأسماك واللحوم الحمراء، ويخزن ‏في الكبد بكميات تكفي الشخص البالغ السليم المتوسط لمدة خمس سنوات، ولذا فإن نقصه نادر عند من يتناول اللحوم الحمراء والأصناف التي تم ذكرها.

أما الأسباب في نقص هذ الفيتامين عند النباتيين الذين يحرمون على أنفسهم جميع منتجات الألبان والبيض واللحوم والأسماك، والسبب الآخر لنقص هذا الفيتامين هو وجود مشكلة تتعلق بامتصاص الفيتامين من الأمعاء الدقيقة إلى مجرى الدم.

‏حتى يتم امتصاص فيتامين (ب 12) يجب أولاً أن يتحد مع بروتين يتم إنتاجه في بطانة المعدة، ويسمى العامل الداخلي، وأما فيتامين (ب 12) فيسمى العامل الخارجي، وبعض الناس لا ينتجون ما يكفي من العامل الداخلي، وبالتالي فلا يستطيعون امتصاص ما يكفي من فيتامين (ب 12) من غذائهم، مما يترتب عليه تلك الحالة التي تسمى الأنيميا الخبيثة، وهو يكثر عند من تجاوز سن الخمسين أو عند من تم استئصال المعدة عندهم.

يمكن أن يحصل عند من يعانون من الرتوج في الأمعاء، وهي تجويفات صغيرة تخرج من جدار الأمعاء أو في حالات عدم امتصاص هذا الفيتامين من الأمعاء بسبب التهاب الأمعاء المزمن.

نظراً لدور فيتامين (ب 12) في صحة الجهاز العصبي فإن حالة نقصه الشديدة يمكن أن تسبب تلفاً للمخ والحبل الشوكي والأعصاب المحيطة، ومن الأعراض الناشئة عن تلف الجهاز العصبي الإحساس بتنميل أو وخز في اليدين والقدمين وصعوبة في حفظ التوازن، وكذلك الشعور بالارتباك والاكتئاب وفقد الذاكرة، وقد تشعر أيضاً بألم والتهاب في اللسان.

‏كما يمكن أن يؤثر نقص فيتامين (ب 12) على مستويات المكونات الأخرى للدم، مسبباً انخفاض مستويات خلايا البيض التي تساعد على مقاومة العدوى، وانخفاض مستويات الصفيحات التي تساعد على تجلط الدم.

أما العلاج فإنه سهل، فإن لم يكن هناك نقص في الامتصاص وكان السبب هو عدم تناول اللحوم فيكون العلاج عن طريق الفم لعدة أشهر حتى يتم تخزين الفيتامين (ب 12) في الكبد، وينصح بتناول مصادر الفيتامين التي ذكرناها، وأما إن كان هناك مشكلة في امتصاص الفيتامين فإنه يعالج بالإبر التي تؤخذ أسبوعيا لمدة أربعة أسابيع، ثم بعد ذلك يعطى كل شهر مرة واحدة، وبشكل مستمر.

والله الموفق.

www.islamweb.net