الزواج بالخفاء بين الصحة والبطلان.
2003-04-16 11:38:20 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا يمكنني أن أتزوج بالخفاء، فهل تنصحوني بذلك؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الكريم / فيصل حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بدايةً يسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، ويسرنا ويسعدنا أن نستقبل اتصالاتك في أي وقت وفي أي موضوع، فاتصل بنا ولا تتردد، فنحن دائماً في انتظارك، ونسأله جل جلاله أن يحفظك من كل مكروه وسوء، وأن يثبتك على الحق، وأن يرزقك الحلال وأن يبارك لك فيه، وأن يجنبك الحرام وأن يحفظك منه ومن أهله، وأن يكثر من أمثالك في الشباب المسلم .
ولدنا الحبيب فيصل! نسأله تعالى أن يثبتنا وإياك على الحق، فكم تكون سعادتنا عندما نتلقى رسالة من أخ شاب مسلم يبحث عن الحق ويحرص على مرضاة الخالق، وبخصوص سؤالك فمما لا يخفى عليك أن الإسلام وضع للزواج أركاناً وشروطاً نص عليها الكتاب والسنة، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: ( لا نكاح إلا بولي ) وقوله: ( أيما امرأة أنكحت نفسها بغير إذن وليها فنكاحها باطل باطل باطل )، فلكي يكون العقد صحيحاً لا بد من ولي الزوجة، ومعه اثنان من الشهود يشهدان ويقران العقد، وأما تزويج المرأة لنفسها فهذا زواج باطل، ولا ينعقد ولا يصح، وهو عين الزنا، ولا أعتقد أبداً أن رجلاً صالحاً مثلك يرضى لأخته أو إحدى قريباته أن تتزوج سراً لا يعلم أحد بزواجها، ثم إذا ما تقدم إليها زوج مناسب بالطريق السليمة والمعهودة كانت في وضع لا تحمد عليه، فإذا كان هذا الزواج الذي تريده بموافقة ولي الزوجة وبحضور الشهود وتحديد الصداق، وبرضا الزوجة فهو زواج شرعي، حتى وإن لم يكن مشهراً أو معلناً ما دام قد توافرت فيه هذه الشروط؛ لأن مسألة الإعلان مختلف فيها، والذي عليه الجمهور ضرورة توافر الشروط السابقة، فإذا كان الأمر كذلك فإنه يجوز لك ذلك، وإلا فالأفضل أن تتزوج بالطريقة العلنية الواضحة حتى يفرح الناس بك ومعك، ما دام أنه لا يوجد هناك ما يدفعك للسرية، ولأن لك أهلاً يريدون أن يشاركوك الفرحة، وهذا من حقهم خاصةً وأن النكاح ليس صفقة تجارية عابرة، وإنما هو انصهار أسر في بعضها البعض، وتلاحم أرحام، وتوطيد علاقات إلى غير ذلك من الأمور التي ينبغي لمثلك أن يراعيها؛ لأن للمجتمع عليك حقاً لا بد أن تراعيه وأن تحرص عليه، أما إذا كان هناك من سبب معتبر للزواج سراً فلا مانع من ذلك بشرط توافر الشروط المشار إليها.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد.