الفائدة من تبديل البيئة بالنسبة لمن يعاني من الوساوس القهرية
2008-11-15 20:02:01 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد,,,
لقد تفضلتم مشكورين بالإجابة عن استشارتي السابقة، وأود أن أعلمكم بأن حالة زوجتي قد تطورت من جانب الوسواس القهري الذي ما تركها لحظة واحدة طيلة ثلاثة أيام، حيث يأتي على شكل أفكار كالخوف من المسئولية على الأولاد، وماذا ستطبخ غداً وبعد غد والأسبوع القادم أيضاً، فمثل هذه الأسئلة لا تتركها تماماً.
وقد قالت لي في الفترة الأخيرة بأنها ترى كل شيء في البيت قذراً جداً، وأن هناك أوساخاً في كل مكان، وأن غباشاً يغطي أعينها مما أدى لانقطاعها عن العمل ثلاثة أيام، وبعد ذلك أخذتها لبيت أهلها لكي أُبعدها عن البيت والأولاد والمسئولية فارتاحت وتحسنت حالتها، وهي تتناول الفافرين بمعدل حبة صباحاً وحبة مساءً، بالإضافة إلى السوليان والكيمادرين والزاناكس، فهل سيستمر هذا الشيء معها أم سيخفف الفافرين من هذا الوسواس القهري؟ وهل من نصيحة؟!
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ السومري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه يعرف أن الوساوس قد تكون شديدة ومطبقة في بعض الأحيان، ولكن بعد ذلك - إن شاء الله - تتبدل الأحوال وتخف الوساوس وقد تتلاشى تماماً، والوساوس تأتي في شكل موجات وفي شكل نوبات، وربما كانت الفاضلة زوجتك في حالة من الوساوس المطبقة عليها خلال الثلاثة أيام التي ذكرتها.
ويعرف أن تغيير البيئة هو واحد من وسائل العلاج، وأنت قمت بأخذها إلى بيت أهلها وتحسنت حالتها، ولكن لا نستطيع أن نقول أن هذا حل أبداً، لأنها لابد أن تكون في بيتها ولابد أن تقوم بواجباتها ولابد أيضاً أن تعرض نفسها لمصادر الوساوس مع عدم الاستجابة للوساوس.
فالذي أرجوه هو أن تساندها وأن تطمئنها وقل لها: إن هذا مجرد قلق ولا داعي لمثل هذه الأسئلة، ولا تشغلي نفسك بها، فالأولاد بخير ونحن بخير وكل الأمور سوف تسير بإذن الله على خير.
وجزاك الله خيراً على صبرك، وعليك أن تستمر في هذه المساندة، ولابد أن تستمر في العلاج، خاصة الفافرين Faverin، وأعتقد أنه يمكن أن يرفع الفافرين إلى ثلاثمائة مليجرام في اليوم، فلا مانع من ذلك أن تتناول حبة واحدة (مائة مليجرام) صباحاً ومائتي مليجرام ليلاً، وذلك بجانب السوليان Solian وبقية الأدوية.
وأنا متفائل أن حالتها سوف تتحسن إن شاء الله، فما دام قد تحسنت مع تغيير البيئة فهذا يدل أن هذه الوساوس ليست بالإطباق الشديد، بمعنى أنها يمكن أن تخف حين تتهيأ الظروف المناسبة لذلك، والظروف المناسبة التي نرجوها ونقصدها الآن هي التغيرات البيولوجية، وهي حين تستمر على الدواء، وأكرر نصيحتي لك هي الصبر وأن تدعو لها وأنت إن شاء الله مأجور على ذلك.
وإذا كانت مقابلة الأخصائية النفسية – وليست الطبيبة النفسية – سهلة بالنسبة لك فاجعلها تقابلها، فهذه الجلسات النفسية المعرفية التي تقوم على تعريض المريض لمصادر وساوسه مع منع الاستجابة تحتاج إلى معاونة المعالج المحترف الذي يستطيع أن يرشدها ويستطيع أن يطبقها معها في نفس الوقت، وأحسب أن بلدكم يوجد فيها الكثير من المختصين، وهي ليست بحاجة للطبيبة في هذه المرحلة ولكنها بحاجة للأخصائية النفسية، كما أن تدريبها وتمرينها على تمارين الاسترخاء أيضاً سوف يفيدها إن شاء الله، نسأل الله لها الشفاء والعافية.
وبالله التوفيق.