الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نادية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
قبل الدخول في التفاصيل أود أن أطمئنك بأن التحسن الموصوف يدعو للتفاؤل وعدم التشاؤم، ولكن لابد من ذكر النقاط التالية:
إن الجلد البشري المحروق أو المحترق يختلف في ترممه من إنسان لآخر، فهناك من يشفى بدون آثار، وهناك من يترك تصبغات أو يترك ابيضاضاً أو يشكل الندبة الضخامية (كيلويد)، ويلعب في ذلك عوامل عديدة منها نوع الجلد ولونه الأصلي ونوع المادة المؤدية للحرق وعمق الحرق وطريقة وسرعة التداخل العلاجي ومدته.
وبشكل عام فيما يتعلق بالناحية السببية يمكننا أن نقول أن الحروق السطحية أسهل شفاء وأقل أثراً بعد الشفاء، وكلما زاد عمق الحرق كلما زادت الآثار، وإن وجود قصة عائلية لحرق ترك أثراً يرشح المحروق من العائلة لآثار مشابهة، وإن وجود قصة ندبة ضخامية لأي حرق سابق أو جرح سابق يرشح تكونها في الحروق التالية، وإن البشرة البيضاء غالباً لا تترك ابيضاضاً إلا إذا كان الحرق أعمق، وإن البشرة السمراء غالباً ما تترك الجلد أكثر ابيضاضاً.
وإن الحرق السطحي غالباً يحرض الصباغ فيترك لوناً أغمق من الطبيعي، وإن الحرق الأعمق قد يؤدي إلى تخرب الخلايا الملونة وظهور ما يشبه البهاق ناصع البياض، وإن وجود اللون الأفتح غير الأبيض الناصع غالباً ما يعود لطبيعته مع الزمن ولا يمكن تحديد مدة لذلك، وإن حدوث الإنتان للحرق يؤدي إلى مزيد من التصبغ والتبدلات التي قد تطول أكثر مما لو إذا لم يصب.
وبعد ذكر كل هذه العوامل لا أحد يستطيع التنبؤ بما قد يحصل إلا من خلال توقع وليس يقينيا، نظراً لكثرة المتغيرات والعوامل المؤثرة.
وبشكل عام من الناحية العلاجية فإنه يجب البدء بالعلاج المبكر ومنع التقيح الثانوي واستعمال المرممات الموضعية مثل البيبانتين أو الميبو، وفي حال حدوث الاسمرار يمكن العلاج بالمبيضات، وننصح بأحد المستحضرات التالية: (بيوديرما وايت أوبجيكتيف، ولكنه يبيض المسمر ولا يبيض الطبيعي)، (فيدينغ لوشن لشركة غلايتون)، (ديبيغمنتين)، (أتاشي كريم)، (تريتينوين)، (ديرما وايت)، (مستحضرات ريكسول للتبييض)، (الدوكين والدوباك لكل منهما 2% و4%).
وفي حال حدوث ابيضاض جزئي أي نقصان جزئي للون، ويمكن تحريض تشكيل اللون عن طريق المحسسات الضيائية كما في البهاق، وقد تؤدي هذه الطريقة إلى تحسن جزئي أو كلي حسب درجة إصابة الخلايا الملونة.
ولا ننسى أن التحسن العفوي ممكن أيضاً حسب العوامل العديدة المؤثرة في ذلك، وإن حدوث الندبة الضخامية يحتاج التدخل بالكورتيزون الموضعي، ولكن تحت إشراف طبيب يرجى مراجعة الاستشارة رقم (
258377) التي تناقش الندبة الضخامية بعد الحرق.
وباختصار فإن المتابعة في الفترة الأولى مع طبيب أخصائي حروق قد يخفف من الآثار التالية للحرق، وبعد انتهاء المرحلة الترميمية يمكن المتابعة مع طبيب أمراض جلدية أو جراح تجميل مع الأخذ بعين الاعتبار أن كل مريض له ما يناسبه حسب المرحلة التي هو فيها، وقد يتغير العلاج حسب الموجودات والمعطيات.
وإن القرار في ذلك هو للطبيب الفاحص المعاين الذي يستطيع تقدير الحالة، والأمر بحاجة إلى مراجعة ومتابعة، ولكن بشيء من الطمأنينة وعدم القلق فبعد القيام باتخاذ الأسباب نترك الأمر لله.
والله الموفق.