الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ معاذ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فجزاك الله خيراً وبارك الله فيك، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.
فأعتقد أن الحالة التي تعاني منها هي حالة ظنانية خفيفة - إن شاء الله تعالى وقد قام الطبيب في بداية الأمر بوصف الدوجماتيل Dogmatil بجرعة صغيرة، وأضاف إليه البروزاك Prozac، وهذا يعني أن حالتك حقيقة لم تكن شديدة أو مستعصية أو كانت في بداياتها.
بالنسبة لعقار رزبريادون Risperidone والذي يعرف تجاري باسم (رزبريدال Risporidal )؛ لا شك أنه علاج ممتاز وناجع وفعال جدّاً لعلاج الأعراض البارونية والظنانية، ولكن الجرعة المؤثرة يجب ألا تكون أقل من أربعة مليجرام في اليوم، والبعض قد يحتاج إلى ستة مليجرام أو إلى ثمانية مليجرام في اليوم.
تكون جرعة البداية هي اثنين مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ترفع الجرعة إلى أربعة مليجرام ليلاً، ويستمر عليها الإنسان للمدة التي يراها الطبيب وهو في حالات نوبات الفصام أو الأمراض المشابهة لها، لأول مرة يجب ألا تقل مدة العلاج من ستة أشهر إلى سنة، وحين تصل جرعة الرزبريدون إلى أربعة مليجرام يفضل إضافة عقار مثل عقار يعرف تجارياً باسم (آرتين Artane)، ويعرف علمياً باسم (بنزهكسول)، وإعطاء الآرتين يكون بقصد منع الأعراض الجانبية التي قد تحدث من الرزبريدون، وهذه الآثار الجانبية تتمثل في الإصابة برعشة بسيطة أو انشداد وتخشب في العضلات يحس به الإنسان كقلة في الحركة أو عدم القدرة على الانطلاقة الحركية، بعض الناس قد يحس بقلق أنه لا يستطيع أن يجلس أو يقف في مكان واحد، وتجده كثير الحركة، وهكذا.
وموضوع الانتصاب ربما يكون أيضاً جزءاً من الانفعال وزيادة القلق التي قد تحدث في بعض الحالات القليلة مع الرزبريدون.
إذا أردت أن تستمر على الرزبريدون - وهو عقار فاعل كما ذكرت لك – فابدأ باثنين مليجرام ليلاً، وبعد أسبوعين ترفع الجرعة من اثنين إلى أربعة مليجرام ليلاً، وتناول آرتين - بنزهكسول - بجرعة اثنين مليجرام ليلاً، واستمر على هذه الجرعة – جرعة الرزبريدون - لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى اثنين مليجرام ليلاً لمدة ستة أشهر أخرى، وحين تخفض الجرعة إلى اثنين مليجرام يجب أن تتوقف عن الآرتين لأنه لا داعي له، حيث إن الآرتين كما ذكرت لك هو ليس علاجاً للمرض في حد ذاته، ولكنه مانع للآثار الجانبية التي قد تحدث وقد لا تحدث مع تناول الرزبريدون.
هنالك أيضاً اقتراح آخر، وهو أن ننقلك إلى علاج آخر، علاج لا يسبب أي نوع من الخمول، ولا يسبب أي نوع من النعاس، هذا العقار يعرف علمياً باسم (إرببرازول Aripiprazole) ويعرف تجارياً باسم (إبيفلاي Abilifu) وجرعته هي خمسة عشر مليجرام يومياً، هذا الدواء يتميز بأنه لا يؤدي إلى أي زيادة في الوزن، ولا يؤدي إلى أي نوع من الخمول أو الشعور بالتكاسل، وجرعته مختصرة وهي حبة واحدة في اليوم.
إذن هذا يمكن أن يكون بديلاً جيداً للرزبريدون، ولكن إذا رأيت أن تبدأ بالرزبريدون بالطريقة التي شرحتها لك فلا مانع من ذلك، حيث إن الرزبريدون يتميز بأنه أرخص نسبياً مقارنة مع الإرببرازول.
الذي أنصحك به بجانب العلاج الدوائي هو أن تعيش حياة طبيعية، فأنت ـ الحمد لله ـ لست بمعاق، نظم وقتك، ركز في دراستك، تواصل اجتماعياً، كن فعّالاً، احرص في عباداتك، مارس الرياضة... هذه إن شاء الله كلها تعطيك عائدا إيجابياً على حياتك النفسية وحياتك الاجتماعية وحياتك الأكاديمية.
أما بالنسبة للحجامة، فهي لا تتعارض مطلقاً مع العلاج النفسي، وبما أنك تحتجم من وقت لآخر وتحس بالراحة فلا مانع في ذلك.
أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وشكرك كثيراً على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.
ويمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول السنة النبوية لعلاج الأمراض النفسية: (
272641 -
265121 -
267206 -
265003 ).
وبالله التوفيق.