دلالة الندم على اتخاذ القرارات والإرشادات في ذلك
2008-12-30 09:11:18 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
عندما أقوم بفعل شيء أو اتخاذ قرار ثم أجده غير مناسب أو غير صالح أشعر بندم شديد، وأقول في نفسي: لو فعلت كذا لكان خيراً لي، وأصاب بحالة من الارتباك والقلق والتوتر، ودائماً أسترجع الماضي أمامي.
أفيدوني رحمكم الله.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سالم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد:
جزاك الله خيراً وبارك فيك، ونشكرك على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.
أخي! الشعور بالندم حول القرارات التي يتخذها الإنسان هو دليل على نوع من الحساسية الشخصية، أو أنك ربما تكون متعجلاً بعض الشيء، وتتخذ قراراتك دون دراسة، وبنوع من العجلة، وكما ذكرنا لك أن شخصيتك حساسة وقلقة.
وهذا حقيقة يجعلك تحس أكثر بالندم، فالذي أرجوه منك يا أخي هو أن تتدارس الأمور، حاول أن تتدارس الأمور بتأن وفي نفس الوقت اقبل بالنتائج، قل لنفسك: لا يمكن أن أكون دقيقاً في قراراتي، ولا يمكن أن أكون دائماً على الصواب، ولكني سوف أجتهد فإن أصبت أصبت، وإن لم أصب فإن شاء الله أوفق في المرة القادمة وهكذا.
وعليك يا أخي أيضاً بالاستخارة، الاستخارة -حقيقة- تبعث في النفس طمأنينة، الاستخارة في جميع الأمور هي نوع من التدريب النفسي السلوكي الجيد جداً، والإنسان الذي يمارس ذلك يكون أيضاً قد أصاب السنة، فيا أخي! الاستخارة معين ومعين، يبعدك إن شاء الله عن الشعور بالندم فيما تتخذه من قرارات.
يبقى بعد ذلك أن نعطيك أيضاً بعض الآليات السلوكية التي تساعدك على التقليل من القلق: قل لنفسك دائماً: لماذا أقلق على شيء لم يحدث حتى لو اتخذت قراراً وكان هذا القرار غير سليم؟ والنبي عليه الصلاة والسلام قد علمنا بقوله: (ولا تقل: لو أني فعلت كذا لكان كذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل).
القرار ليس من الضروري أن يكون له تبعات سلبية، قد تكون التبعات محايدة جداً، أو قد تكون التبعات حتى إيجابية، ولكنك دائماً تستشعرها بالمنظار السلبي، فأرجو أن تغير نفسك تغييراً معرفياً، انظر إلى الأمور حتى ولو كانت في ظاهرها سلبية، انظر لها نظراً إيجابيا؛ لأنها تجربة والتجربة تعلم الإنسان، وقد قال أحد الباحثين: إنه لا يوجد أصلاً فشل، ويجب ألا يوجد أي ندم؛ لأنها تجارب وليست أكثر من ذلك، أي: ما أقوم به أنا أجرب الشيء، فيا أخي! قد تكون هذه نظرات فلسفية نفسية، ولكن أعتقد أنها أيضاً ليست بعيدة عن الحقيقة.
أخي الكريم! حاول أن تمارس ما نسميه بتمارين الاسترخاء، هذه التمارين تمارين جيدة، وتمارين طيبة جداً وتزيل القلق وتزيل التوتر، لممارسة هذه التمارين أرجو أن تستلقي في مكان هادئ على الكرسي مثلاً في الغرفة، وتكون الغرفة ليست بشديدة الإضاءة، أو يمكنك أن تضطجع على السرير، قم بعد ذلك بالتأمل في شيء جميل، حاول أن تقوي من تركيزك وحاول أن تمارس ما نسميه التأثير الإيحائي الذاتي، بمعنى أن تقول لنفسك: أنا الآن بحالة استرخاء لا يوجد قلق ولا ندم ولا أي تفكير سلبي، وبعد ذلك قم بأخذ نفس عميق وبطيء عن طريق الأنف، املأ صدرك بالهواء حتى ترتفع البطن قليلاً، ثم بعد ذلك أمسك الهواء في صدرك، وقم بعد ذلك بإخراج الهواء عن طريق الفم، ويجب أن يكون إخراج الهواء بكل قوة وبكل بطء.
كرر هذا التمرين خمس مرات بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء، أخي! أيضاً ممارسة الرياضة سوف تفيدك التواصل.
ونصيحتي لك يا أخي: اجعل عهداً مع نفسك أنك حين تكون في لحظة غضب أو قلق وقل لنفسك: لن أتخذ أي قرار في هذه اللحظة بالذات، ولن أتخذ قراراتي إلا حين أكون مرتاحاً، وكما ذكرت لك دائماً حاول أن تستعين بالاستخارة دائماً، أن تتخذ قراراتك بعد الصلوات.
هذا يا أخي جربه الكثير من الناس ووجدوه أمراً مفيداً، ولا مانع يا أخي أن تستأنس برأي الآخرين ممن تثق فيهم من أصحاب الحكمة والخلق والدين، لا مانع يا أخي أبداً من أن يستشير الإنسان، فهذه أيضاً طريقة جيدة ومفيدة، لا أقول لك: استشر في كل قرار، ولكنك قطعاً القرارات الكبيرة في الحياة يفضل أن تستأنس برأي الآخرين خاصة ممن تثق فيهم، والإنسان يتعلم بهذه الطرق ويجد أن تجاربه قد أصبحت تتطور وتنضج يوماً بعد يوم حتى يكون متفرداً في قراراته وبرأيه.
أخي الكريم! بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ولا تكن حساساً يا أخي أكثر من اللزوم، فالإنسان يخطئ ويصيب، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا دائماً على الصواب وأن يوفقنا جميعاً، وجزاك الله خيراً وبارك فيك، ونشكرك على تواصلك مع موقع (إسلام ويب).
وبالله التوفيق.