تجربة خطوبة فاشلة لفتاة
2009-01-07 11:37:46 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
كان كتابي مكتوباً على شاب أحببته قبل عامين من التقدم لي، ثم عرضت عليه فكرة الزواج فرفض، ثم تراجع وتقدم لي، فكنت أسعد إنسانة بذلك، ولكن أمي وقفت حاجزاً أمامي، وحاولت منع هذا الارتباط.
وبعد أن تم الارتباط بدأت الوساوس تنتابني لأني قمت بعرض الزواج عليه، وقد أخبر أسرته بذلك، فكنت أشعر بشيء من قلة الكرامة رغم أني متعلمة ومتدينة وجميلة، وكان الخطاب دائماً يطرقون بابي، ولكن أسلوب تعامل هذا الرجل معي علق قلبي به.
وقد تسببت التدخلات من هنا وهناك إلى انقلاب علاقتنا وفقدان الثقة، حتى وصلت مرحلة لم أعد أحتمل الضغط من كل النواحي، فانهارت نفسيتي وقررنا الانفصال، ولكنه لم يفعل شيئاً فتراجعت عن الانفصال، لكن والده رفض ثم قرر إذلالي بأن أقوم بإرسال أناس لهم للصلح، وكنت سأفعل لأني أحب زوجي، ولكن أمي رفضت وقالت: كفى ذلاً، وبقيت أنتظر تحركه لكي يفعل شيئاً ولكن والدته قد شبعته كرهاً لي.
وبعد أن تم الانفصال شعرت كأن روحاً أُخذت من جسدي، وصرت أبكي على حالي منذ خمسة أشهر، وقد تزوج ونسيني، ولا زلت أتمنى له السعادة من كل قلبي، وأتمنى أن يعود لي، فماذا أفعل؟!
وشكراً لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ النرجس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يجبر كسرك، وأن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن يعوضك خيراً عمَّا فقدتِ، وأن يرزقك زوجاً صالحاً أفضل من خطيبك السابق، وأن يجعله عوناً لك على طاعته ورضاه، وأن يرزقك منه ذرية صالحة طيبة مباركة، وأن يعينك على نسيانه والالتفات لأمورك التي أنت فيها.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن الحب الأول يترك بصماته العميقة والقوية في قلب الحبيب أو في قلب الإنسان عموماً، ولكن من رحمة الله عز وجل أنه خلق النسيان؛ لأن الإنسان لو تذكر الأمور كلها بدرجة واحدة لما استطاع العيش، والأحداث يطوي بعضها بعضاً وينسي بعضها بعضاً، وما حدث كله كان بقدر الله عز وجل، وهو ما أخبر به النبي عليه الصلاة والسلام بقوله: (إن الله قدر المقادير قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة).
فكل شيء في هذه الحياة مقدر قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، ومن هذه المقادير الأرزاق كالأموال والأولاد وأيضاً الصحة والجمال والعلم، وكذلك الأزواج أيضاً من الأرزاق، فلو كان هذا الرجل من رزقك الذي قدره الله لك ما كان أبداً ليحدث بينك وبينه ما حدث، ولكن كان نصيبك منه هذه الفترة وهذه العلاقة بهذا الحجم، ولم يشأ الله تعالى أن تكون بينكما حياة زوجية كاملة، وتلك إرادة الله تعالى.
وقد ذكرت أنك أحببته لأنه كان يتمتع بقلب طيب ولديه حنان دافق، ولكن قد تكون هناك أمور لم تطلعي عليها، فشاء الله تبارك وتعالى رحمة بك أن لا يتم الزواج، وشاء الله تعالى أن يجعل هذه الخلافات البسيطة سبب في هذا الانفصال؛ لأن الله تعالى جل جلاله لا يقدر إلا الخير، ولو اطلعت الغيب لاخترت الواقع.
وقد منّ الله عز وجل عليك بمقومات يتمناها كل إنسان، والخطاب يطرقون بابك بصفة مستمرة، فلا تقفي طويلاً أمام هذه الذكريات وحاولي أن تخرجي منها، واجتهدي في استقبال خاطب آخر، فإذا ما أتاك شاب مناسب ترضين دينه وخلقه ولديه القدرة على أن يؤسس أسرة وأن ينفق عليها فتوكلي على الله، واعلمي أن هذا هو رزقك.
وتأكدي أن رزقك لم يأتك حتى الآن، ولا يقع في ملك الله إلا ما أراد الله، فلا تعيشي في هذا الجو من الأحزان، وعما قريب سيأتيك زوج آخر بإذن الله، فإذا تقدم لك شخص آخر فلا تفتحي هذا الموضوع معه مطلقاً، ولا تتكلمي عن الماضي؛ لأن بعض الناس قد ينقب في الماضي، فيجب أن يكون جوابك أن الرجل لم يكن من نصيبي، ولو كان من نصيبي لما تركني، ولكن الله شاء أن يجعلك من نصيبي وأنت نصيب خير وبركة، وسترى مني ما يسرك.
وعليك أن تجتهدي في الطاعة والعبادة، وضعي لنفسك برنامج لقراءة القرآن الكريم يومياً، وحافظي على مستواك التعليمي كمعلمة، واهتمي بدروسك وأناقتك وجمالك، واتركي الأمر لله تعالى، وأبشري بفرج من الله قريب.
وأوصيك بالدعاء فقد أوصانا النبي عليه الصلاة والسلام بذلك، وبيَّن أن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وأوصيك بالإكثار من الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام بنية أن يرزقك الله الزوج الصالح، وبإذن الله سترزقين بزوج صالح طيب مبارك أفضل من هذا بكثير، لأنك ما ظلمت أحداً ولا اعتديت على أحد، ولكن أهم شيء الرضا بقسمة الله، فإذا ما رضيت فسيكون لك الرضا، وسيمنُّ الله عز وجل عليك بزوج يرضاه لك وترضاه أمك وترضاه لك أسرتك كلها، وأيضاً يملأ حياتك سعادة وأمناً وأماناً واستقراراً، وترزقين منه بذرية صالحة تكون مجاهدة في سبيل الله تعالى وترفع راية الإسلام.
وبالله التوفيق.