كيفية بناء العلاقة الوجدانية بالبنت بعد تركها عند جدتها وتعلقها بها
2009-04-30 19:54:45 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
ابنتي عمرها عامان وثلاثة أشهر، اضطررت أن أدعها عند والدتي، وهي بعيدة عني ولا أراها إلا مرة كل أسبوعين، وهي تحب جدتها ومتأقلمة مع الحياة هناك، ولا تُظهر أي إزعاج إلا حين تراني عبر الماسنجر، فهل لهذا الوضع تأثير عليها وعلى نفسيتها؟ وهل أستطيع أن أتركها سنة أخرى دون أن أحس بالذنب لذلك؟ وهل أستطيع بعد سنة أن أغير في سلوكها إن وجدتها غير سوية؟ وهل حنان جدتها يعوضها عن حناني؟!
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ Amel حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإننا نقدر الظرف الذي جعلك تتركين ابنتك مع جدتها، ولا نريد مطلقاً أن نُشعرك بأي نوع من الذنب، ولكننا نقول لك بكل صراحة وبكل وضوح: الطفل يميل في هذه السن لمن يقوم بتقديم العناية له، فعملية التواصل الوجداني تُبنى على هذا الأساس.
إذن نحن نقول: إن الطفل يكون أكثر التصاقاً بوالدته أو من يقوم مقامها، وفي هذه الحالة لا شك أن الجدة هي التي سوف تقوم مقامك.
ومن الطبيعي أن تنزعج الطفلة حين تراك، أو قد يحدث نوع من عدم القبول، وأنت يجب ألا تنزعجي لهذا الأمر؛ لأنه في نهاية الأمر إن شاء الله بعد أن تعود لك ابنتك سوف تبدأ تدريجياً في بناء علاقة جديدة معك قائمة على أن تضعك في مقام من يقدم لها الرعاية الأولى، بمعنى أنك سوف تكونين بديلاً لجدتها، وفي نفس الوقت لن تتناسى الجدة؛ لأنها تكون قد بلغت عمر ثلاث أو أربع سنوات، وهنا الطفل يستطيع أن يستوعب الفروق بين الناس، وإن لم يكن استشعاره لهذه الفروق على درجة عالية من التطور.
أقول لك: أرجو ألا تحسي بالذنب ما دامت ظروفك تحتم عليك أن تكون ابنتك مع جدتها لمدة عام آخر، هذا أمر معتاد وأمر مقبول في نظرنا، وإن شاء الله حين تعود لك ابنتك – كما ذكرت لك – سوف يبدأ البناء التدريجي للعلاقة الوجدانية معك.
ابنتك إن شاء الله لن تصل مطلقاً إلى مرحلة عدم السواء، ولا شك أن حنان جدتها سوف يعوضها، بل على العكس تماماً، نحن نعرف أن الجدة قد تكون أكثر حناناً من الأم في كثير من الأحيان، وتستعمل كل خبرتها التربوية من أجل التنشئة، وحتى نحن نتخوف أن هؤلاء الأطفال كثيراً ما يتعودون على درجة عالية من الدلال والعطف والرأفة، وهذا أيضاً ربما يسبب بعض الخلل التربوي.
إذن كوني مطمئنة جدّاً، ونسأل الله حياة هانئة لابنتك، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.
وبالله التوفيق.