مشكلة تفلت البول وعلاجها

2009-08-18 10:17:33 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أنا فتاة في الـ 24 من عمري، أعمل لوقت طويل من النهار 9 ساعات، أعاني من مشكلة تفلت البول على شكل قطرات صغيرة، أحس بها عادة بعد تناول الطعام بربع ساعة، مع شعور غريب بالضغط والضيق أسفل البطن، مع العلم أن هذه المشكلة كانت معي منذ الصغر، ولم أفهم ماهيتها، ورغم أن أهلي عرضوني على العديد من الأطباء الذين أعطوني علاجات لالتهابات المجاري البولية، وحتى الطبيبات النسائية أعطوني علاجات لالتهابات المجاري البولية، كان الشعور بالضيق أسفل البطن يخف قليلاً ثم يعود بمجرد الانقطاع عن الدواء.

أريد أن أنوه بأنني فتاة مخطوبة حالياً، وأني حين محادثة خاطبي لي أحياناً أحس بسعادة أو نشوة، فتزيد عندي حالة تفلت البول هذه، أنا حائرة فعلاً، هل أعاني من تشوه خلقي في صمامات البول؟ أو مشكلة عصبية مثلا؟ أو هل يمكن أن يكون تهيجاً في القولون يضغط على المثانة ويسبب لي هذه المشكلة؟ وهل إحساسي بالنشوة يزيد من التوتر العصبي فيزيد شعوري بالرغبة في التبول؟ وإذا كان كل هذا صحيحاً فهل أنا قادرة على الزواج من هذا الشاب، أم أن هذه المشكلة سوف تعيق العلاقة الزوجية؟

أرجو منكم الإرشاد، فقد تعبت من مراجعة طبيبات النسائية والمسالك البولية وأخذ الأدوية بدون فائدة، وجزاكم الله كل الخير.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سعادة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع (إسلام ويب).

أما عن هذه المشكلة التي تعانين منها فنحسب أنها مشكلة حقيقية وليست نوعاً من الوساوس، وأقصد بذلك أن بعض الناس تعتريهم أفكار وسواسية وتهيؤات عصابية، يتصور الواحد منهم أن البول يفلت أو ينزل منه دون أن يكون لذلك حادث، أو إذا كان موجوداً يكون في نطاق جيد جدّاً، ولكن الإنسان المعني يصف الحالة أو يستشعرها بأنها حالة شديدة ومبالغ فيها.

أنا حقيقة أكثر ميولاً إلى أنك تعانين من قلق نفسي بسيط، وهذا القلق النفسي يؤثر على عضلات المثانة، وفي نفس الوقت يؤدي إلى تهيج في القولون، مما يضغط على المثانة ويسبب هذه المشكلة، أنا أكثر ميولاً لهذا، وأعتقد أنك ما دمت قد تأكدت من طبيبة النساء والولادة وطبيب المسالك البولية أنه لا توجد أي اختلافات خلقية في المسالك البولية، فهذا يجعلنا نرجح التفسير النفسي الذي ذكرته لك.

ومن هذا المنطلق أود أن أنصحك بتجنب الانفعالات أيّاً كان نوعها، وأنت ذكرت أنك حين تحادثين خطيبك ويأتيك هذا الإحساس بالنشوة يزيد عندك هذا الأمر، وهذا دليل قاطع أن الانفعالات أيّاً كانت تزيد أو تسبب هذه الحالة، فأرجو أن تتجنبي الانفعالات بقدر المستطاع، وأرجو أن تكون محادثاتك مع خطيبك في حدود الضوابط الشرعية والمشروعة.

أنصحك بممارسة الرياضة، خاصة رياضة تقوية عضلات البطن، وهذه سوف تعود عليك بفائدة كبيرة جدّاً، وفي نفس الوقت الجئي لمسك أو حصر البول بقدر المستطاع، أي لا تذهبي إلى الحمام لإفراغ المثانة إلا إذا أحسست بأن المثانة قد امتلأت، هذا يقوي من عضلات المثانة، وكذلك من الصمامات التي تتحكم في نزول البول.

العلاج الثالث هو: أن دراسات كثيرة أشارت أن العقار الذي يعرف (تفرانيل Tofranil) – وهذا اسمه التجاري – والذي يسمى علمياً باسم (إمبرمين Imipramine) - وهو أحد مضادات الاكتئاب – وجد أنه يساعد كثيراً في مثل هذه الحالات، فلذا أرجو أن تبدئي في تناول هذا الدواء بجرعة خمسة وعشرين مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم ارفعي الجرعة إلى خمسة وعشرين مليجرام صباحاً ومساءً لمدة ستة أشهر، ثم خفضيها إلى خمسة وعشرين مليجرام مساءً لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم توقفي عن تناول الدواء، فالدواء إن شاء الله سوف يساعدك كثيراً في علاج القلق والتوتر، ويعرف عن هذا الدواء أيضاً أنه يساعد في التحكم في البول، وبعض الأطباء يصف الأدوية التي تؤدي إلى استرخاء عضلات المثانة، ولكني لا أعتقد أنك في حاجة إلى هذا.

إن شاء الله لن يكون هنالك أي أثر سلبي في العلاقات الزوجية، وأسأل الله تعالى أن يتم لك الزواج، وعليك بعدم القلق حول الموضوع كما ذكرت لك، وممارسة تمارين تقوية عضلات البطن، واللجوء إلى حصر البول بقدر المستطاع، وتناول الدواء الذي وصفناه لك، ونسأل الله لك الشفاء والعافية، وبالله التوفيق.

www.islamweb.net