كيف يكون القرآن مهذباً ومقومًا لأخلاقنا؟
2009-09-03 11:21:01 | إسلام ويب
السؤال:
حفظت بحمد الله آخر أربعة أجزاء من القرآن، وأسعى إلى حفظ المزيد إن شاء الله، ولكني لا أشعر بتغير كبير في نفسي، فلا أشعر أنها تهذبت، وما زلت أفكر في فعل السيئات، خاصة ما يتعلق بالنساء، وما زلت أنظر إلى النساء، كما أني غير محافظ على صلاة الفجر، فما هي قيمتي عند ربي؟
سؤال آخر: هل الإنسان الطبيعي هو الذي يفكر في السيئات ولا يفعلها، أم هو الذي لا يفكر في السيئات من الأساس؟
وجزاكم الله خير الجزاء، وكل عام وأنتم بخير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Karim حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فبارك الله فيك أيها الأخ الحبيب وزادك حرصاً على الخير، ونحن سعداء بما توصلت إليه من حفظ كتاب الله تعالى وسعيك في المزيد، ونسأل الله تعالى أن ييسر لك الخير ويعنيك عليه، ونتمنى إن شاء الله أن تراسلنا في المستقبل لتبشرنا بالمزيد من إنجازاتك الطيبة.
وقد لمسنا من كلامك أنك تشعر بتغير في نفسك وحياتك إلا أنه ليس كبيراً كما ذكرت، ونحن نقول أيها الحبيب إن التغير إلى الأفضل يعد إنجازاً مهما كان هذا التغير ضئيلاً، فلا تستهن به، وأعلم أنه ثمرة من ثمار جهدك المبذول في سبيل التغيير، بعد فضل الله تعالى.
وهذا التغير مهما كان يسيراً يبرهن لك أنك إذا صدقت النية وشمرت عن ساعد الجد واستعنت بالله تعالى فإنك ستتغير بشكل أكبر في المستقبل، فخذ نفسك بالجد والحزم، وابذل وسعك في التغيير وستجد ثمرة هذا كله عن قريب إن شاء الله تعالى.
ومن المهم جداً أيها الأخ الكريم أن تعلم أن هذا التغيير يكون بالتدرج، فابدأ أولاً بمجاهدة نفسك لتقوم بالواجبات بنوعيها، أي ما كلفك الله بفعله وما كلفك بتركه، فكلما حضر وقت واجب فجاهد نفسك لتقوم بهذا الواجب، ومن المعلوم أن مجاهدة النفس للقيام بواجب واحد أمر سهل يسير، لكن مع مرور الزمن ستجد أنك قطعت شوطاً كبيراً.
وهكذا في جانب المحرمات كلما عرضت لك معصية فجاهد نفسك لاجتنابها، واجتناب معصية واحدة سهل يسير، لكن مع تكرر هذا ستجد أن نفسك قد تهذبت وارتقت في سلم التقوى درجات رفيعة، وإذا قدر الله عليك أن وقعت في الذنب فإن واجبك أن تسارع بالتوبة والندم، وربما كان حالك بعد التوبة أفضل من حالك لو لم تفعل الذنب وبقيت على غفلتك وبعدك عن الله، ونحن نوصيك باتخاذ التدابير الآتية لتغير من نفسك:
1- احرص على مجالسة الصالحين الذين هم أحسن حالاً منك لتقتدي بهم ولتعرف مدى تقصيرك.
2- أكثر من قراءة أخبار الصالحين في كتب سير الصالحين وقصصهم.
3- أبتعد عن الأجواء التي تذكرك بالنساء ما استطعت، وإذا عرضت لك هذه الأفكار فاصرف نفسك عنها، واشتغل بشيء نافع من أمر دينك أو دنياك.
4- اقرأ واستمع ما ورد في فضائل الصلوات والحفاظ عليها، لتعلم مدى الخسارة التي تلحقك بتضييع صلاة من هذه الصلوات.
5- أطلب من حولك أن يعينوك على صلاة الصبح بإيقاظك لها بعد أن تأخذ بالتدابير المعينة على ذلك، كالنوم المبكر وعلى طهارة وذكر.
6- جاهد نفسك لتصرف بصرك عما حرم الله، وبتكرار هذا سيصبح هذا خلقاً راسخاً فيك، واعلم بارك الله فيك أن الإنسان غير معصوم من الزلل والخطأ، إلا من عصمه الله تعالى، ومن ثم فإن تحديث نفسه له بالذنب والمعصية ليس أمراً غريباً، ولكن المؤمن يتذكر عقاب الله فيخاف ويترك تلك المعصية خوفاً من الله وفراراً من عقابه، فيكتب الله ذلك حسنة ويقول الله للملائكة: (اكتبوها له حسنة إنما تركها من جرائي – أي من أجلي -) هكذا ورد الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فلا تأبه إذن لما يعرض في نفسك من خواطر السوء، وجاهد نفسك وذكرها بعقوبات الله تعالى في الدنيا والآخرة، لتتجنب معاصي الله، وأكثر من اللجوء إلى الله تعالى واسأله التوفيق والثبات وسيعينك سبحانه بفضله وجوده، وفقك الله لكل خير.