الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Badr حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.
إنه يعرف عن الوساوس القهرية أنها قد تزيد وتنقص ويكون هذا كثيراً مرتبطاً بحالة الإنسان النفسية، فإذا ازداد القلق أو المشاكل أو الهموم ربما تزداد الوساوس.
عسر المزاج أيضاً ربما يؤدي إلى زيادة في الوساوس، لكن في بعض الأحيان لا نرى أي روابط حقيقة تؤدي إلى زيادة أو نقصان الوساوس، بمعنى أن هذه التغيرات في شدة أو قلة الحالة قد لا تكون مرتبطة بأي سبب معين.
بالنسبة لزيادة الوساوس خاصة المقززة منها في شهر رمضان المبارك، فالذي أقوله لك: إن الشيطان دائماً يطارد الإنسان، وهذا هو موسم الخيرات وموسم الأعمال الصالحة، وربما يكون هذا هو السبب، ولكن بفضل الله تعالى نعرف أن مردة الشياطين تلجم وتسجن وتسلسل في هذا الشهر المبارك كما قال صلى الله عليه وسلم: (إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وسلسلت –وفي رواية وصفدت- الشياطين)، ونسأل الله تعالى أن يكفينا شر صغار الشياطين أيضاً وشر شياطين الإنس؛ لأنه وإن كانت شياطين الجن قد سلسلت وصفدت إلا أن هناك شياطين من الإنس لا يكلّون ولا يتعبون ولا ينامون في إفساد بني الإنسان.
يعرف أن كثيراً من الوساوس يكون منشؤها أصلاً مرتبطاً ببيئة الإنسان وتفكيره ومعتقده، ومن هذا السياق ربما تكون زادت لديك حدة الوساوس وليس أكثر من ذلك، وأنا أريدك أن تعتبر هذا الأمر كنوع من الابتلاء وليس أكثر من ذلك، وعليك أن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وعليك أن تحقر هذه الوساوس، ولا تعريها اهتماماً أبداً، عليك أيضاً أن تقوم بالحيل والتمارين السلوكية التي ننصح بها دائماً وهي: أن تربط بين هذه الوساوس وبين استشعار منفر مثل أن تفكر في أي من مكونات هذه الوساوس، وتقوم في نفس الوقت بالضرب فجأة على يدك بشدة حتى تحس بألم شديد.
كرر هذا التمرين عشر مرات، والهدف منه أن التزاوج ما بين الوسواس وما بين الاستشعار أو الإحساس المخالف المقزز – وفي هذه الحالة هو الألم – وُجد أنه يُضعف هذه الأفكار. وأنصحك أيضاً أن تستبدل الفكرة الوسواسية بفكرة مضادة لها، أنصحك أيضاً أن تتخيل أنك قد وضعت هذه الوساوس في إناء زجاجي، وقمتَ بإسقاطه بعنف وشدة على الأرض بهدف أن تكسره وتفتته تفتيتاً.
عش هذه الخيالات العلمية، وهو نوع من التعريض للوساوس بصورة معرفية دون استجابات سلبية، فعليك بهذه التمارين السلوكية.
أما بالنسبة للأدوية فأقول لك: أبشر الحمد لله توجد أدوية ممتازة جدّاً وفعالة، وعقار (فافرين Faverin) والذي يسمى علمياً باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine) يعرف بتميزه، يعرف بفعاليته وفي نفس الوقت ليس له أي آثار سلبية فيما يخص المعاشرة الزوجية. ابدأ في تناوله بجرعة خمسين مليجراماً يومياً، تناولها بعد الإفطار أو بعد طعام العشاء إذا كنت من الذين يتناولون طعام العشاء. استمر على هذه الجرعة لمدة خمسة أيام، ثم ارفع الجرعة إلى مائة مليجرام، وفي رأيي هذه سوف تكون جرعة كافية جدّاً، يجب أن تستمر عليها على الأقل لمدة ستة أشهر، ثم خفضها بعد ذلك إلى خمسين مليجراماً ليلاً لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء.
الفافرين ربما يسبب لك الشعور بالاسترخاء في الأيام الأولى، أو ربما يزيد من النوم لديك قليلاً، هذا ربما يحدث أو ربما لا يحدث، وإذا حدث لا تنزعج لأن هذا العرض الجانبي يختفي بالتدريج. يجب أن تتناول الفافرين بعد تناول الأكل لأنه أيضاً في الأيام الأولى ربما يسبب عسراً بسيطاً في الهضم أو شعوراً بتكون الحوامض، وهذا لا يحدث إذا تم تناول الدواء بعد الأكل.
نسأل الله لك العافية والشفاء، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، وتقبل الله طاعاتكم.
وبالله التوفيق.
كيفية الرقية الشرعية: (
237993-
236492-
247326)