أثر التفرانيل في علاج الرهاب وأهمية التواصل الاجتماعي في دعم العلاج الدوائي؟
2009-10-19 10:32:24 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم..
أنا أخاف من أي حاجة، وقلق دائماً وكئيب، وكلامي قليل جداً جداً.
كنت آخذ دواء (موتيفال) حبة الصباح وحبة في الليل، استمررت على الدواء أسبوعين تقريباً، هل أستمر على الدواء بنفس الجرعة؟ وما هي الجرعة الصحيحة؟ وهل الدواء هذا يكفي للقضاء على الرهاب والقلق؟ لأن حالتي المادية لا تسمح إلا بشراء هذا الدواء فقط، علماً بأن سعره 10 جنيهات.
ويا ليتني أعرف كيف هو لون الحبة؟
وشكراً لكم وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
فأولاً أنا أريد أن أذكرك وأقول لك: لا تكن متشائماً ولا تكن سلبياً في تفكيرك أبداً، فما ذكرته من قلق وكآبة هذا - إن شاء الله تعالى – أمر عرضي، والإنسان حينما يكون سلبياً في تفكيره تزداد الكآبة والشعور بالكدر والملل.
أنت الآن -والحمد لله- في سن يتمناه الناس، ونحن نقول لك: (يا ليت الشباب يعود يوماً)، نقول: (يا ليتنا نعود لهذا السن)؛ فهذه سن القوة والشباب والطاقات النفسية والجسدية، فاحمد الله تعالى على ذلك واستثمر وقتك استثماراً صحيحاً، وركز في دراستك، وضع لك هدفاً، وكن متواصلاً اجتماعياً، وعليك بأن تحضر أيضاً الدروس والمحاضرات الدينية، وأن تمارس الرياضة، وأن تكون لك الصحبة الطيبة الخيرة.
هذه – ابني الفاضل محمد – كلها علاجات غير مكلفة وبسيطة، وأفضل كثيراً من العلاج الدوائي.
نحن لا ننكر فضل الدواء، ولكن الإنسان يجب أن يحرك طاقاته النفسية الداخلية، فعليك بممارسة الرياضة، والتواصل الاجتماعي والمشاركة الفعالة في حياتك كلها، هناك أشياء كثيرة جدّاً يمكن للإنسان أن يفعلها ويعملها.
وأنا أعرف أن الناس الذين لديهم دافعية ينجزون الكثير من الإنجازات مهما كانت الصعوبات، قال لي أحد الأصدقاء من وقت قريب: (كنت أتمنى أن يكون اليوم ستاً وثلاثين ساعة؛ لأن أربعاً وعشرين ساعة لا تكفي)، بالرغم من المشاكل التي أعرف أنه يعاني منها في حياته، ولكنه يكافح ويقرأ ويطلع ويتعلم ويعمل ويساعد، ومنضو تحت الجمعيات الخيرية، فالإنسان حقيقة يمكن أن يدفع نفسه دفعاً إيجابياً.
بالنسبة للعلاج الدوائي فأقول لك: إن الموتيفال لا بأس به، ولكنه لا أعتقد أنه سوف يكفي لوحده، وأنا سوف أضيف لك دواء بسيطاً جدّاً يعرف تجارياً باسم (تفرانيل Tofranil)، ويعرف علمياً باسم (إمبرمين Imipramine)، هذا من الأدوية غير المكلفة، وفي نفس الوقت هو دواء أفضل لعلاج القلق والرهاب والاكتئاب، نعم قد يسبب آثاراً جانبية بسيطة مثل الشعور بالجفاف في الفم، ولكن هذه تكون لفترة محدودة وفترة قصيرة.
ابدأ في تناول التفرانيل بجرعة خمسة وعشرين مليجراماً يومياً، يمكنك تناولها ليلاً، استمر عليها لمدة أسبوعين، ثم ارفع الجرعة إلى خمسين مليجراماً، تناول خمسة وعشرين مليجراماً في الصباح ومثلها في المساء، واستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر.
بجانب التفرانيل أريدك أيضاً أن تستمر على الموتيفال ولكن بجرعة حبة واحدة ليلاً.
إذن الجرعة العلاجية لك هي: تفرانيل (خمسة وعشرون مليجراماً صباحاً ومساءً) لمدة ستة أشهر، وموتيفال حبة واحدة ليلاً لمدة ستة أشهر أيضاً، ثم تتوقف عن الموتيفال.
واستمر على التفرانيل لمدة ستة أشهر أخرى، أي: تُكمل عاماً وأنت على التفرانيل، وبعد ذلك أوقف خمسة وعشرين مليجراماً من التفرانيل، واستمر على خمسة وعشرين مليجراماً فقط لمدة ستة أشهر أخرى، يمكن أن تتناولها في الصباح أو في المساء.
أعتقد أن هذا هو العلاج الدوائي الصحيح والذي لن يكلفك أبداً، والإرشادات التي ذكرتها لك مسبقاً أرجو أن تأخذ بها، وأنا على ثقة تامة أنك - بإذن الله تعالى – سوف تكون على ما يرام.
أود أن أضيف فيما يخص الآثار الجانبية للتفرانيل لأني ذكرتها لك، فهو قد يؤدي إلى شعور بسيط بالجفاف في الفم، والثقل في العينين في الأيام الأولى للعلاج، أو شعور بالإمساك.
هذا غالباً يحدث لكبار السن ولا يحدث للناس في مثل عمرك، وإن حدث فسوف يكون خفيفاً جدّاً بإذن الله وسوف يتلاشى هذا العرض الجانبي بعد أسبوعين مثلاً، بخلاف ذلك فالدواء، دواء سليم وغير إدماني، وكما ذكرت لك هو غير مكلف.
نحن سعداء جدّاً بتواصلك معنا في (إسلام ويب)، ونسأل الله تعالى لك النجاح والتوفيق والسداد.