الأسلوب الأمثل في التعامل مع المُظهر للآخرين غير حقيقته
2009-11-15 09:44:25 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عندما يتعرف الشخص على الآخرين فإنه يعطيهم الأمان، ويدخل فيهم شيئاً فشيئاً حتى يعرف مواطن الضعف فيهم، ومن ثم يقلب لهم وجهه الحقيقي بعدما يعرف نقطة الضعف ليستخدمها كأساس للعلاقة المستقبلية معهم، أو أحياناً يتم استخدام هذا الأسلوب دون إظهار وجهه الحقيقي.
أرجو توضيح ما هي هذه الصفة؟ وكيف يمكن التخلص منها؟ وإذا أمكن معرفة جزاء مستخدم هذا الأسلوب حسب سنن الله الكونية، وما هو الأسلوب الأمثل في التعامل مع صاحب هذا الأسلوب؟
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ م حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله، ومن يتبع عورات الناس يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو في عقر داره، ومن خذل مسلماً في موطن ينتظر فيه نصرته خذله الله في موطن ينتظر فيه النصر والتأييد.
والحمد لله أنكم عرفتم فيه هذه الصفات السيئة، وما عليكم إلا أن تنصحوا له بأسلوب مناسب ثم تجتهدوا في قضاء حوائجكم بالكتمان، والإنسان يقابل في حياته أصنافاً وأشكالاً من البشر ولا بد أن يحتمل الإنسان ويصبر على أمثال هؤلاء ويعتبرهم مرضى يحتاجون إلى علاج.
علماً بأن شر الناس من تركه الناس اتقاء شره، مع ضرورة أن ينبه إلى خطورة ما يحصل منه من الأذى للناس وهتك عوراتهم، وليته علم أن السلف كانوا يقولون: (يعيب الجاهل على الناس بقدر ما عنده من العيوب)، فإذا وجدت شخصاً يذم الناس فذلك دليل على أنه مليء بالنقائص.
وقد يكن هذا الشخص قد تعرض لحرمان ومعاناة في حياته، والأمر الذي جعل شخصيته بهذه الصورة الشوهاء، وطوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، وما أحسن ما قال الشاعر:
لسانك لا تذكر به عورة امرئ *** فكلك عورات وللناس ألسن
وعينك إن أبدت إليك مساوئا *** فصنها وقل يا عين للناس أعين
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يلهمك رشداً وسداداً تصبر به على ذلك الأخ الذي نسأل الله أن يصلحه.
وبالله التوفيق والسداد.