الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يعقوب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإنه لم يكن من المفترض أن تجهل نفسك خلال هذه السنوات ـ والحمد لله ـ وسائل العلاج متوفرة، وهي كثيرة جدّاً، وبفضل من الله تعالى نوبات الهلع هذه أو ما يسمى بالاضطراب الفزعي أصبحت معروفة تماماً الآن بالنسبة للأطباء النفسيين وعلاجها ليس صعباً أبداً.
كما تفضلت وذكرت كانت نتاج ومآل الحالة هذه أن انتهت بك إلى هذا الوسواس القهري حول الخوف من انقطاع التنفس وأصبحت تراقبه بهذه الصورة اللصيقة.
أولاً: أعلم أن حالتك هي حالة من حالات القلق النفسي وليس أكثر من ذلك.
ثانياً: أعلم أن الوساوس هي دائماً فكرة أو اجترارات سخيفة تتسلط على الإنسان، والشيء السخيف يجب أن يتم تحقيره وتجاهله.
ثالثاً: تذكر أنك لا تستطيع أن تراقب تنفسك أثناء النوم، فلماذا تراقبه حين تكون مستيقظاً؟!
رابعاً: عليك بتطبيق تمارين سلوكية بسيطة جدّاً، منها أن تفكر في مراقبتك للتنفس، بل قم بمراقبته، وفي نفس الوقت قم بالضرب على يدك بقوة وشدة حتى تحس بالألم.
الهدف من هذا التمرين السلوكي البسيط - والذي ربما يكون مضحكاً للبعض – هو أن تربط وتزاوج ما بين الألم والفكر أو الفعل الوسواسي.
هذا يسمى بالتعزيز السلبي، وفي نهاية الأمر وبعد تكرار هذا التمرين عشر مرات متتالية يومياً لمدة أسبوعين سوف تجد أن الوسواس قد ضعف كثيراً وربما تلاشى، هذا ليس بالمستحيل أبداً.
بالطبع أنت تحتاج للتغيير المعرفي، للتغيير الفكري، والذي ذكرته لك مسبقاً وهو تفهم الحالة ومحاولة تحقير الفكرة وتجاهلها.
مراقبة دقات القلب هو أيضاً جزء من عملية الوسواس وكذلك القلق، ويعرف أن نوبات الهلع تتميز دائماً بتسارع في ضربات القلب، وقد يشعر البعض بأن المنية قد دنت، وهذا أيضاً يولد ما نسميه بالقلق التوقعي وكذلك المخاوف الوسواسية.
البشرى الكبرى من ناحية العلاج هو أن العلاج الدوائي الآن أصبح متيسراً، وأفضل الأدوية التي تعالج الهلع قد ظهرت قبل ست سنوات، والدواء يعرف تجارياً باسم (سبرالكس Cipralex)، ويعرف علمياً باسم (استالوبرام Escitalopram)، فأرجو الحصول عليه فوراً، وأن تبدأ في تناوله بجرعة عشرة مليجرامات ليلاً لمدة شهر، ويفضل تناوله بعد الأكل، وبعد ذلك ارفع الجرعة إلى عشرين مليجراماً يومياً – وهذه هي الجرعة العلاجية – ويفضل أيضاً تناولها ليلاً بعد الأكل، استمر عليها لمدة عام، وهذه ليست مدة طويلة أبداً، هي الفترة العلاجية المطلوبة والمقررة في مثل هذه الحالات، بعد ذلك خفض جرعة الدواء إلى عشرة مليجرامات ليلاً واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خمسة مليجرامات ليلاً واستمر عليها لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
هذا هو العلاج الدوائي الجيد والمفيد جدّاً، وهو الدواء الأساسي، وبجانبه أريدك أيضاً أن تتناول دواء مدعماً يعرف تجارياً باسم (فلوناكسول Flunaxol) ويعرف علمياً باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol)، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة نصف مليجرام صباحاً ومساءً لمدة شهرين، ثم نصف مليجرام صباحاً فقط لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
إن شاء الله بتطبيقك للإرشادات النفسية البسيطة التي ذكرناها لك وتناولك للدواء والإصرار على أن تجعل حياتك فاعلة وأن تبحث عن عمل وأن تتواصل اجتماعياً وأن تكون لك القدوة الحسنة، هذه كلها متطلبات علاجية ضرورية سوف تنتج في نهاية الأمر بإذن الله تعالى أن تتعافى تماماً من هذه الحالة وتعيش إن شاء الله حياة مفعمة بالخير والراحة والسعادة.
نشكر لك تواصلك وثقتك في إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.
ويمكنك الاستفادة من الاستشارة التالية حول التخلص من الهلع سلوكياً
278994 .
والله الموفق.