آلام البطن المصحوبة بالغثيان وعلاقتها بالقولون العصبي

2009-10-25 12:53:52 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني منذ ستة أشهر من ألم شديد في الجانب الأيسر من البطن الممتد من المعدة إلى أسفل البطن، بدأ يخف قليلاً في الأسابيع القليلة الماضية، ولكن الألم عند الضغط على بطني في الجانب الأيسر ما يزال موجوداً وبشدة، وطول هذه الفترة لم تكن هنالك أي أعراض مصاحبة، فقط ألم وانخفاض في الوزن لقلة الأكل، وأنا أزلت الزائدة الدودية منذ 7 سنوات، عملت كل التحاليل اللازمة (براز، بول، دم، كبد، بنكرياس، وظائف كلى، وصورة سونار 3 مرات كله سليم تماماً، رسم القلب أيضاً سليم، والضغط والسكر أيضاً سليمان) ولم يبقَ إلا الأشعة المقطعية على البطن لم أعملها بعد، طلبها الدكتور مني بعدما أخبرني أن حالتي هي القولون العصبي، ولكن في الأيام الماضية بدأت أحس بغثيان مستمر عند الأكل وحتى عندما أشم رائحة الطعام، ولا أشتهي الطعام أبداً.

علماً أني إنسان متوتر طول الوقت وأفكر كثيراً في الأمراض، وقد جاءت حالتي المذكورة بعد أحداث نفسية رهيبة كنت أمر بها، منها وفاة والدي وإصابتي ببرد شديد في الصدر كان يمنعني من التنفس، فكنت خائفاً جداً، فهل أقوم بعمل الأشعة المقطعية بالصبغة على البطن؟ وما قد تكون حالتي فعلاً؟ وماذا أفعل في الألم والغثيان؟ وهل القولون العصبي يسبب الغثيان بعد وقبل الأكل؟

وجزاكم الله كل خير وبارك فيكم.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن القولون العصبي يمكن أن يؤدي إلى الغثيان وإلى أعراض أخرى كثيرة منها افتقاد الشهية للطعام، الآلام، الغازات، والشعور بالإنهاك هو أيضاً من الأعراض التي كثيراً ما تكون مصاحبة للقولون العصبي.

أنت لديك روابط نفسية واضحة كما تفضلت وذكرت، تكون قد ساعدت في إثارة هذه الأعراض، والفحوصات التي أجريتها كلها كانت سليمة بحمد الله تعالى، وأنا لا أرى حقيقة أنه يوجد داعِ لعمل الصورة المقطعية بالصبغة إلا إذا كان ذلك أمراً سهلاً ومتيسراً؛ لأنه في هذه الحالة سوف يكون إجراء صورة دافعاً للطمأنينة بالنسبة لك.

الذي أراه هو أن تقوم بتناول أدوية تزيل القلق والتوتر وتساعدك إن شاء الله في زوال هذا الألم والغثيان وأي أعراض أخرى، والدواء الذي نفضله يعرف تجارياً باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويعرف علمياً باسم (سلبرايد Sulipride)، والجرعة المطلوبة في مثل حالتك هي خمسين مليجراماً صباحاً وأخرى مثلها مساءً، وأنصحك أيضاً بتناول عقار يعرف تجارياً وعلمياً باسم (موتيفال Motival)، حبة واحدة ليلاً، سيكون مفيداً أيضاً مع الدوجماتيل، ويفضل أن تستمر على الدواءين لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفض الدوجماتيل إلى كبسولة واحدة واستمر على حبة الموتيفال مع حبة الدوجماتيل ليلاً لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم توقف عن الموتيفال واستمر على الدوجماتيل كبسولة واحدة لمدة شهر، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناول الدواء.

هنالك دواء يعرف باسم (دوسباتلين Duspatalin)، هذا الدواء من الأدوية الجيدة جدّاً، لإزالة الآلام والأعراض المشابهة التي تكون مصاحبة للقولون العصبي، فيمكنك أيضاً تناوله بمعدل حبة صباحاً ومساءً لمدة أسبوع، ثم حبة يومياً لمدة أسبوع، ثم يمكنك استعماله عند اللزوم.

ممارسة الرياضة خاصة رياضة المشي هي من الوسائل العلاجية الجيدة جدّاً لعلاج أعراض القولون العصبي، وحاول أن تتجاهل هذه الأعراض بقدر المستطاع، وعش حياتك بصورة طبيعية.

وبالنسبة للمشاكل النفسية وصعوبات الحياة على الإنسان أن يتواءم معها بقدر المستطاع ويضع الحلول المناسبة قدر ما كان ذلك مستطاعاً أيضاً.

كما ذكرت لك أن الروابط النفسية واضحة في حالتك، ونسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة لوالدك، وعليك أن لا تتردد كثيراً على الأطباء لأن ذلك قد يؤدي إلى شيء من التوهم المرضي، كن مع طبيب واحد، طبيب مختص في الجهاز الهضمي، وإذا أردت أن تتواصل مع طبيب نفسي أيضاً لا بأس في ذلك إذا كان ذلك متيسراً.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونسأل الله لك العافية والشفاء.

www.islamweb.net