ارتفاع الدهون الثلاثية .. هل تشكل خطراً على الإنسان؟
2009-12-11 20:18:35 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
عملت فحصاً وكانت الدهون الثلاثية مرتفعة لدي، حيث وصلت إلى (4) دون صوم، علماً بأن طولي 182 سم، ووزني 80 كج، فهل من مخاطر في ذلك؟
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فيجب عمل فحص الدهون الثلاثية بعد صيام 12 ساعة، ويكون العشاء قبل يوم الفحص خفيفا قليل الدهنيات؛ لأن هذا الفحص يتأثر كثيراً بالوجبة التي تناولتها قبل يوم الفحص؛ لذا عليك إعادته، والطبيعي أن يكون أقل من 150 ملجم.
والدهون الثلاثية مهمة جداً؛ لأن الهيئة الكيميائية الأكثر وجوداً للمركبات الدهنية في الجسم وفي الطعام هي الدهون الثلاثية (Triglycerides)، وتكون تلك الدهون الثلاثية في هيئة حركة الدم منفردة ضمن تشكيل محتويات «الناقلات البروتينية الدهنية» الحاملة على متنها مركب الكولسترول، ومركب الدهون الثلاثية بنسب متفاوتة، وإما أن تكون حبيسة التراكم في خلايا الأنسجة الشحمية Fat tissue وغيرها.
ما يُوجد في دم الإنسان أو أنسجة جسمه من دهون ثلاثية ليس مصدره ما نتناوله من الشحوم أو الزيوت ضمن وجبات طعامنا فحسب، بل ثمة مصدر آخر ومهم لتكوّن دهون ثلاثية بالجسم، وهو قيام الجسم بتصنيع تلك الدهون الثلاثية من مصادر أخرى للطاقة، مثل المواد الكربوهيدراتية (النشويات).
وحينما يتناول أحدنا وجبة من الطعام، ولا يتمكن جسمه من الاستهلاك المباشر لكل ما فيها من مصادر للطاقة، أي من الكربوهيدرات أو البروتينات أو الدهون، فإن الجسم سيلجأ إلى تحويل كميات منها إلى دهون ثلاثية، والأصل أن تحصل هذه العملية بشكل طبيعي في الجسم، كي يتم خزن كمية معتدلة من الطاقة، على هيئة دهون ثلاثية في خلايا الأنسجة الشحمية، لاستخدامها في الفترات التي يتناول الإنسان فيها الطعام.
يعتبر ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية في الدم عاملاً من عوامل التسبب بأمراض شرايين القلب والدماغ وغيرهما، وهو ما يعني أن ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية في الدم دليل على احتمال الإصابة بأمراض شرايين القلب والدماغ، وخاصة عند تدني نسبة الكولسترول الثقيل، وغالباً ما يُصاحب وجود بعض عوامل خطورة ارتفاع الإصابة بأمراض الشرايين، وجود ارتفاع في نسبة الدهون الثلاثية، مثل السمنة وبمتلازمة التمثيل الغذائي، وهي المتلازمة المرضية المتميزة بوجود سمنة البطن، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الدهون الثلاثية، واضطرابات نسب أنواع الكولسترول في الدم، وزيادة مقاومة أنسجة الجسم للاستجابة لمفعول الأنسولين، وبالتالي ارتفاع نسبة سكر الدم، مع ارتفاع نسبة هرمون الأنسولين والاستعداد للسكري، كما قد ينجم ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية في الدم، عند عدم انضباط نسبة سكر الدم لدى مرضى السكري أو في حال وجود نقص إفراز هرمون الغدة الدرقية Hypothyroidism، أو عند الإصابة بأمراض مزمنة تتأثر فيها وظائف الكبد أو الكلى.
وكذلك قد يُؤدي تناول أدوية معينة إلى ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية في الدم. وهناك حالات وراثية نادرة يصحبها الارتفاع ذاك، إلا أن تناول الكحول، يظل أحد الأسباب الرئيسية في شأن ارتفاع الدهون الثلاثية.
والدهون الثلاثية شيء مختلف تماماً عن الكولسترول، من ناحية التركيب الكيميائي ومن ناحية الوظيفة في الجسم، إلا أن الجانب المهم يتعلق بأمرين: الأول، هو اختلاف الدور الفعلي لكل منهما في الجسم، واستفادة الجسم من الدهون الثلاثية مُركزة في إنتاج الطاقة، بينما يستفاد من الكولسترول كمادة شمعية، في بناء جدران الخلايا الحية، وفي إنتاج الهرمونات الجنسية وغيرها، وفي تراكيب أجزاء مهمة من الجهاز العصبي، أي أن الكولسترول لا يحرقه الجسم ولا يستخدمه في إنتاج الطاقة، لكن ما يجمع الكولسترول مع الدهون الثلاثية هو أحد خصائصها الفيزيائية، وهو عدم قدرتهما على الذوبان في الماء، ومن هنا حصل الربط بينهما؛ لأن وجودهما في سائل الدم، أي الوسيط الناقل، يتطلب وضعهما في «مغلفات ناقلة»، وما يصنع بالدرجة الرئيسة هذه «المغلفات الناقلة» هو الكبد.
ومن الطبيعي أن تكون نسبة الدهون الثلاثية في الدم أقل من 150 ملغم لكل ديسيلتر من الدم. وما بين 150 و199 ملغم/ ديسيلتر هو ارتفاع على الحافة Borderline high. وما بين 200 و500 ملغم/ ديسيلتر هو ارتفاع، وما فوق 500 ملغم/ ديسيلتر ارتفاع شديد، ويُجرى التحليل بأخذ عينة من دم الوريد، بعد إتمام المرء صيام 12 ساعة عن الأكل أو الشرب.
وبالله التوفيق.