الجدري المائي وأثره على الحامل والجنين
2009-12-30 10:34:13 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
ما تأثير مرض الجدري على الحامل في الشهر السادس وما بعده على الحمل؟ وهل يضر بالجنين؟ وهل إذا أصيبت الحامل بالجدري قبل ذلك وهي كبيرة - أي قبل الحمل بعدة سنوات - يكون عليها خوف من الاختلاط بمن هو مصاب؟ وهل إذا أعطى الطفل تطعيما ضد الجدري يصاب بالطفح من أثر التطعيم؟ وهل يعطيه مناعة ويحميه من الإصابة؟!
وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن جدري الماء هو مرض فيروسي سريع العدوى، وهو عادة من الأمراض التي تحدث في الطفولة، والإصابة به تؤدي إلى تشكل مناعة في الجسم تدوم مدى الحياة ضد المرض، لذلك نجد أن ما نسبته من (85%-95%) من البالغين قد أصيبوا به في طفولتهم، بمعنى أن لديهم مناعة ضد الإصابة بهذا المرض.
إذن جدري الماء هو من الأمراض التي تعطي مناعة دائمة في الجسم لا تزول بمرور الزمن بقدرة الله عز وجل، لذلك فلا داعي للخوف من المرض أو الخوف من الاختلاط بمن هو مصاب به إذا كانت الحامل متأكدة من أنها أصيبت في السابق بهذا المرض - ومهما كانت المدة حتى لو كانت قد أصيبت وهي طفلة صغيرة به - فهذا يجعلها منيعة ضد الإصابة به ثانية.
أما إن لم تكن السيدة الحامل متأكدة من إصابتها السابقة بالمرض بمعنى أنها لا تعرف هل أصيبت به ولديها مناعة أم لم تصب به وهي الآن حامل وتخشى من إصابتها، فنلجأ إلى تحليل دم للتأكد من حالتها، فإن وجدت لديها مناعة ضد المرض بتحليل الدم فنطمئنها بأنه لا داعي للخوف من المرض وبأنها لن تصاب به ثانية، وإن أظهر تحليل الدم عندها بأنه لا يوجد لديها مناعة، فمعنى ذلك أنها لم تصب بالمرض بالسابق، وقد تصاب به إن احتكت بشخص مريض بجدري الماء، فنقوم بإعطائها إبرة تحوي على أجسام مناعية ضد الفيروس خلال 96 ساعة من تعرضها للشخص المريض لتحميها من الإصابة، وتنصحها بعد الولادة بأخذ اللقاح ضد المرض.
وإذا حدث وأصيبت السيدة الحامل (والتي لم تصب بالسابق بالمرض) بجدري الماء في النصف الأول من الحمل فإن إصابة الجنين تكون بنسبة 2% إلى 10% وإصابته هذه قد تؤدي إلى بعض التشوهات الخلقية في أعضاءه الداخلية أهمها الأعصاب والعين والعضلات.
أما إن أصيبت السيدة الحامل في الشهور الأخيرة من الحمل - ومنها الشهر السادس كما هو سؤالك - (ما عدا الأسبوع الأخير من الحمل؛ لأن له معاملة خاصة هنا)، فاحتمال إصابة الجنين بضرر هي نادرة بإذن الله.
أما إصابة الحامل (التي لم تصب في السابق) في الأسبوع الأخير من الحمل بالمرض وهي حالة نادرة، فهنا قد يولد الجنين مصاباً بالمرض وتظهر لديه بقعا في جسمه خلال الأسبوع الأول من عمره، لذا يجب إعطاء المولود الذي أصيبت والدته في الأسبوع الأخير أو العشرة أيام الأخيرة من الحمل بالمرض، الأجسام المناعية المضادة للمرض بالسرعة الممكنة بعد ولادته.
إذن إذا أصيبت السيدة بجدري الماء قبل الحمل ومهما كانت المدة فهو أمر جيد بالنسبة للحمل عندها لأنه لا خوف عليها من الاختلاط بمن هو مصاب بالمرض حيث يكون في جسمها مناعة دائمة ضد المرض، واللقاح ضد جدري الماء هو من اللقاحات الجديدة وهو محضر من الفيروس المضعف؛ لذا لا يعطى في الحمل أبدا.
وهو يعطي مناعة بنسبة (97%) وفعال في الحماية من المرض، وإن حدثت نسبة فشل مع اللقاح فهي لا تتجاوز (3%) فتحدث فيها الإصابة بشكل خفيف وبدون مضاعفات على الإطلاق.
إذا اللقاح يعطي مناعة بنسبة عالية تمنع من الإصابة بالمرض للطفل أو للبالغ باذن الله، والأعراض الجانبية التي ممكن حدوثها هي بعض الاحمرار والألم في موضع الحقن، وفي حالات نادرة جداً قد لا تتجاوز 1% قد يحدث طفح جلدي بسيط بعد أخذ اللقاح ولكن بدون حرارة أو مضاعفات، وذلك لأن اللقاح كما قلنا محضر من الفيروس المضعف وليس الميت، نسأل الله أن يديم عليك الصحة والعافية.
وبالله التوفيق.