نصيحة لشاب رفضته قريبته ويصر على خطبتها
2008-09-25 11:15:15 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عند سفري لقضاء عطلة الصيف في بلدي نويت التقدم رسمياً لقريبتي لكي أتزوج منها مستقبلاً، وكانت ما زالت تكمل دراستها الجامعية، وعند زيارتهم لم يحالفني الحظ لرؤيتها لانشغالها بعملها في الفترة الصيفية، وكنت في أشد الحيرة والندم لعدم وجود الشجاعة لمصارحتها رغم أني كانت تربطني بها صداقة، فكلفت أختي بالموضوع فلم تستطع لضيق الوقت، فرجعت من الإجازة متضايقاً.
وبعد سفري حادثتها عبر الهاتف لكي أسلم عليها لأنها كانت قد أرسلت لي رسالة سلام، فأخبرتها بأني أود محادثتها بموضوع هام وشرحت لها الظروف ثم أخبرتها بالموضوع، فتفاجأت ولم تستطع الكلام، وقالت: إنها صدمت وأغلقت السماعة على أن نكمل الحديث لاحقاً.
وبعد خمسة أيام طلبت مني أن أكلمها، فلما كلمتها سألتني عن جديتي في الارتباط بها وتعجبت من عدم فتح الموضوع وقت إجازتي، فأخبرتها بأني كنت متردداً خوفاً من ألا أكون مناسباً لها؛ لأنها فتاة جامعية وأنا لم أنته من دراستي لانشغالي بعملي، فأخبرتني بأنها تضايقت من ذلك وأنها قررت عدم الارتباط بأحد من الأقارب ولن تغير هذه الصورة، وقالت لي بأن جميع مواصفاتي وأخلاقي حسنة، ثم أنهينا الحديث وتمنت لي التوفيق وأن يرزقني الله بزوجة صالحة تُسعدني.
ولكني لم أقتنع فراسلتها عدة مرات بأن تأخذ وقتاً في التفكير ولا تستعجل، فردت علي تطلب مني أن لا أفاتحها في هذا الموضوع وأنها لم تفكر بي يوماً، ولكني أشعر بأن هناك غموضاً بداخلها، فهل ارتكبت خطأً فيما فعلته؟
علماً بأنها قد تكون خائفة من الشقاق بين الأقارب، خاصة وأن خالتي تقدمت لطلب يدها لابنها ولكنهم رفضوا لعدم تقارب الأفكار أو ما شابه، وأيضاً حدوث مشكلة من قبل لخالي الذي هو عم البنت الذي طلق زوجته لتراكم مشكلات الأهل، ولا أكف عن التفكير بها، فهل أحاول معها مرة ثانية أم أتركها؟
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ م - م - ر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإننا ندعوك لإعطائها فرصة من الوقت، وعليك أن تستخير ربك وتشاور العقلاء والفضلاء ممن يعرفونك ويعرفون الفتاة، واشترط عليهم أن يتم كل ذلك في منتهى السرية.
وحاول معرفة أسباب رفضها للارتباط بالأقارب، علماً بأنهم ليسوا سواء والحياة لا تخلو من المشاكل لأنها جبلت على كدر، كما قال الشاعر:
جبلت على كدر وأنت تريدها *** صفواً من الأكدار والأقذار
ومكلف الأيام فوق طباعها *** متطلب في الماء جذوة نار
ولا مانع من مناقشتها في هدوء لمعرفة أسباب رفضها لكل الأقارب على سبيل الحوار، ثم بيّن لها الميزات التي يمكن أن توجد عندما يحصل زواج بين الأقارب؛ لأن هذه الفتاة في الغالب تركز على السلبيات، والإنصاف يقتضي ذكر السلبيات مع الإيجابيات، وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث.
وأما بالنسبة لخوفها من زعل الأقارب فهذا جانب تمدح عليه، وأرجو أن يتفهم الجميع أن صلة الرحم ينبغي أن تستمر رغم الأزمات والجراحات؛ لأن صلة الرحم من الطاعات التي فرضها الله، وجعل قطيعتها من الكبائر، مع ضرورة أن يعرف الجميع أن الزواج يقوم على الرضا والقبول والميل، وهذا ما لا يملكه الإنسان، وذلك لأن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.
وهذه وصيتي لكم جميعاً بتقوى الله ثم بضرورة وضع كل مشكلة في إطارها الزماني والمكاني، وعدم السماح للخلافات بالتمدد والاتساع، وعليكم بكثرة اللجوء إلى من بيده قلوب العباد يقلبها كيف شاء.
ونسأل الله أن يقدر لك ولها الخير ثم يرضيكما به.
وبالله التوفيق.