ما سبب بكاء الطفل الكثير؟
2003-07-24 10:32:19 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
لدي ابن أخ عمره الآن 5 سنوات ونصف، وهو كثير البكاء وأي شيء يحزنه يجعله يبكي، حتى أنه منذ صغره وهو يكره الجلوس في منزل جده وبين أعمامه في حالة غياب والده أو والدته، أو غياب من هم في أترابه من الأطفال مما يدخله في دوامة من البكاء، وهذا الشيء يلزمه دون غيره من أطفال أخواني، فما سبب هذا البكاء الدائم؟ وهل هناك سلوكيات نتبعها للتقليل من هذا البكاء؟
الإجابــة:
الأخ الكريم / بشار الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك.
الطفل يستخدم الدموع كوسيلة ضغط لتلبية رغباته، أو للفت الأنظار واستجلاب العواطف والاهتمام إليه، ويخطئ من يسارع إلى الطفل عندما يبكي، وهذا يحدث كثيراً مع أول مولود أو مع طفل يرزقنا الله به بعد طول انتظار.
والأم الناجحة تحاول أن تعرف أولاً سبب البكاء، فقد يبكي الطفل من الجوع، وقد يبكي لأن تحته فضلات تؤذيه، وقد يبكي لحر أو برد، وقد يكون سبب البكاء هو المرض فالدموع هي الدموع لكن الأسباب مختلفة، وقد يبكي الطفل كثيراً إذا عودناه من صغره على المسارعة إليه عند أول دمعة، وهذا ما نبه له علماء التربية كابن القيم وغيره، بل ذكروا أن من مصلحة الطفل أن نجعله يبكي حتى ينشأ واسع الصدر وعنده قدرة على التحمل، وحتى لا يجعل الدموع هي أسلوبه في نيل ما يريد.
هذه الأم عليها أن تحاول الابتعاد عن طفلها ومراقبته عن بعد، فليس من مصلحته أن يلتصق بأمه، وبعض الأمهات لا تأمن أحداً على طفلها وتخاف عليه أكثر من اللازم، وأرجو أن نحرص على عدم القسوة على هذا الطفل لأن الأسلوب القاسي قد يعمق هذه الحالة خاصة في وجود من يردد مسكين صغير إلى غير ذلك من الكلمات.
ونخطئ حين نربي الطفل على الخوف كما تفعل الأمهات، ولذلك فهو لا يشعر بالأمن إلا مع والديه، أو مع أترابه، وعلينا أن نمتنع عن تلبية رغباته إذا بكى حتى يسكت، ولا نعده بهدايا أو حوافز في حالة تركه للبكاء، ونبني فيه عناصر الثقة بنفسه فنقول أصبح ممتازاً لا يبكي، وعلمه أن البكاء لا يليق بالأبطال، وقد تكون هذه الدموع دليل على شفافية في نفس الطفل، وفي هذه الحالة يدمره الاستهزاء ويؤذيه الضرب، فعلينا أن نكشف الطريقة التي تصلح معه ووضع الضرب في موضع العفو والتنبيه مضر جداً، وهذا الطفل صغير في سنه، وسوف يتغير بإذن الله فلا داعي للقلق الزائد.
والله الموفق.