الأسلوب القصصي في معالجة انحراف الأبناء
2008-11-04 07:32:01 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشعر أني غير راض عن ابني بسبب ما أراه من تهاون منه في أداء الفرائض واتباع الشهوات، ولا أحب أن أُكثر من النصيحة خشية أن يتمرد أو يمل منها، فتارة أنصح وتارة ألمح وتارة أسكت، وتنتابني كثير من الشكوك في أنه يقوم بمعاصي، رغم أني لم أجده يوماً متلبسا بها، ويبدو في الظاهر أنه مستقيم، فهل أكون مسؤولا أمام الله - عز وجل - عما يفعله في الخفاء؟!
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو جابر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الإكثار من النصح له آثار سيئة تميت الإحساس، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتخول أصحابه بالموعظة كراهة السآمة، ومرحباً بك وبابنك، وزادك الله حرصاً، وأصلح لنا ولكم النية والذرية.
وكم تمنينا أن توضح عمر هذا الوالد، ولكنه يبدو أنه في سن المراهقة، وهذه الفترة لا تصلح فيها كثرة الكلام، ولكن ينفع فيها الحوار والأخذ والعطاء، وإذا أردت تطاع فعليك بالإقناع.
وأرجو أن لا تنظر إليه بعين الاتهام، فإن ذلك يعوق سيره إلى الإمام ويفقده الثقة في نفسه، ويدفعه إلى تصديق ذلك الاتهام، ولكن التشجيع يفيد، وإعطاء شيء من الثقة المشوبة بالحذر تنفعه، كما أن إحسان الظن مطلوب.
وأما إذا كانت هناك مخاوف من بعض الأخطاء والأشياء فإن الصواب يكون بعرضها بأسلوب قصص، كأن تقول: هناك شباب يفضلون كذا، أو استخدام القصص القرآنية كقصة قوم لوط، والمقصود من ذلك أن يكون التنبيه محتشما والتوجيه غير مباشر.
وأرجو أن تتخذ هذا الابن صديقا لك، وهذا مفتاح عظيم لكل خير، فإن التعامل معه كصديق يجعله يذكر لك ما في نفسه في صراحةٍ ووضوح، مع ضرورة أن تشعروه بأهميته وبحاجة المنزل إليه.
وهذه وصيتي لكم بتقوى الله ثم بكثرة الدعاء لنفسك وله، نسأل الله أن يجعله صالحا بارا تقيا، وأن يلهمكم رشدك والسداد.
وبالله التوفيق والسداد.