إرشادات بشأن الزواج بالثانية لعدم قدرة الأولى على تربية أولادها
2008-12-22 10:23:25 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أم لثلاثة أطفال، وصحتي تدهورت مع الولادة، وفي كل سنتين أحمل ثم أرضع، وأعاني من ضعف نظر يصل إلى (- 20)، وقد تضاربت آراء الأطباء بين إجراء عملية زرع عدسة وبين الانتظار إلى أن أكبر.
علماً بأني أبلغ من العمر 30 عاماً، وأريد أن أربي أولادي وأتفرغ لهم، وقد تعبت عيني من العدسات، والنظارات لا تصلح لي، وزوجي يرى بأن الزوجة الثانية هي الحل الأمثل لكي تربي وتساعدني، وأجد نفسي محتارة بين الشريعة من جهة وبين أن أتفرغ للتربية الصعبة في وقتنا هذا.
أفيدوني وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ نسمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك (إسلام ويب)، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يفرج كربتك وأن يقضي حاجتك، وأن يمتعك بالصحة والعافية، وأن يمنَّ عليك بنظر طيب سليم مبارك، وأن يعينك على تربية أبنائك تربية طيبة، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك فإن الظروف الصحية التي وردت برسالتك تدل على أنه من الصعب عليك فعلاً محاولة الحمل والولادة مرة أخرى، وذلك نظراً لتدهور صحتك العامة، والأمر الثاني: ضعف النظر الشديد الذي يجعلك في حاجة إلى مساعدة، ولذلك أقترح بأنه لا مانع شرعاً نتيجة لظروفك الطبية هذه أن تتوقفي الآن عن الحمل والإنجاب ولو لفترة حتى تتحسن حالتك الصحية، فمن الممكن أن تستعملي مانعاً طويل المفعول يستمر لأربع أو خمس سنوات حتى تنظري في أمرك، فإن أعانك الله تبارك وتعالى وعفيت من هذه الأمراض وتماثلت للشفاء وأصبح أولادك لديهم القدرة على إدارة أنفسهم بصورة أو بأخرى، ووجدت أنك قادرة بفضل الله تعالى على تربية أبنائك؛ فلا داعي للزوجة الثانية.
والزوجة الثانية حل بالنسبة لزوجك؛ لأن زوجك يريد أن يتزوج لكي يأتي بامرأة تساعدك في تربية أولادك، فأرى أن تتوقفي عن الإنجاب لفترة وأن تهتمي بصحتك اهتماماً جيداً خلال هذه الفترة، وأن تراجعي بعض الطبيبات، وبعد أن يمنَّ الله عز وجل بالشفاء أو الدخول في عملية جراحية مناسبة بالنسبة لعينيك -على أن تكون عيناك وصلتا للوضع الطبيعي أو قريب منه بإذن الله تعالى- فستكونين في هذا الوقت قادرة على تربية أبنائك تربية صحيحة بإذن الله تعالى.
وأما إن قدر الله تعالى ولم تتحسن الأمور وكنت في حاجة إلى مساعدة فليس أمامك من خيار إلا أن تقبلي بالزوجة الثانية، على اعتبار أنها قد تساعدك في تربية أبنائك، بشرط أن تكون صاحبة دين وخلق، وأن تأتي من بيئة طيبة وتعلم أن من أهم وظائفها مساعدتك في تربية أولادك.
ولكني أوصيك أولاً بالدعاء والإلحاح على الله أن يجعل لك من لدنه وليّاً ونصيراً؛ لأن الشافي هو الله، والمعافي هو الله، والطبيب هو الله، والله تبارك وتعالى على كل شيء قدير، فتوجهي إلى الله تعالى بإلحاح وبشدة أن الله يعطيك الصحة والعافية من عنده سبحانه، ولا يجعلك في حاجة إلى أن تكون هناك من تساعدك في تربية أبنائك، وأيضاً تكثري من الدعاء والإلحاح على الله أن يعينك على تربية أولادك وأن يبارك لك فيهم.
نسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يعينك على اتخاذ القرار المناسب، وأن يرد إليك بصرك، وأن يعينك على تربية أبنائك تربية طيبة، وأن يبارك لك في زوجك وأولادك، إنه جواد كريم.
وبالله التوفيق.