ترغيب الطفل وتشجيعه
2008-12-01 21:39:48 | إسلام ويب
السؤال:
ابنتي عمرها 8 سنوات، ذكية لكنها لا تحب الدراسة كثيراً، يشدها التلفزيون كثيراً، لا تحب أختها، أجد عندها عزة نفس كبيرة، وعنادا أكبر، فكيف أتعامل معها؟
في بعض الأحيان أشعر بأنها طفلة صغيرة وأخرى كأنها مراهقة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليلى الديب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فلاشك أن الأطفال في كثير من الأحيان يرغبون فيما يرونه أمتع وأسهل بالنسبة لهم، والطفل يتعلم السلوك - أيّاً كان هذا السلوك إيجابياً أو سلبياً – بالتدرج، فالسلوك لا يبنى فجأة إنما يبنى بالتدرج، ومن خلال آليات نفسية تعتمد على تحفيز الطفل ذاتياً وداخلياً.
وهذا هو الذي يعزز إليه السلوك إذا كان السلوك إيجابياً أو سلبياً.
المبدأ العام في الأطفال في مثل هذا العمر هو أن نحاول أن نرغبهم، وأن نشجعهم وأن نحفزهم، وأن نقلل من انتقادهم، وهذا حقيقة يجعل الطفل يعدل سلوكه بصورة إيجابية.
هذه الابنة – حفظها الله – يمكن أن تُساعد بأن يُغلق التلفزيون في أوقات معينة من اليوم، ويكون هناك اتفاق معها أن كل من في المنزل لن يشاهد التلفزيون الآن، والجميع سوف ينصرف إما للدراسة أو لأي عمل آخر يكون مطلوبا من ذاك الشخص.
وبعد ذلك نعطيها وعدا بأنها إذا قامت بالدراسة على سبيل المثال لمدة ساعة أو ساعتين يمكنها أن تشاهد التلفزيون أيضاً لمدة ساعة على سبيل المثال.
هذا مبدأ بسيط جدّاً وهو مبدأ عملي وإذا طُبق سوف يفيدها، ومن الضروري جدّاً التركيز على نقطة أننا جميعاً لن نشاهد التلفزيون في هذا الوقت، فلست أنت المحرومة منه فقط، بل كلنا لن نشاهده؛ لأننا نريد أن نقوم بواجبات أخرى، وبعد أن ننجز ذلك سوف نشاهد التلفزيون جميعاً.
هذا مبدأ بسيط ولكنه جيد، فقط يتطلب الصبر والاستمرارية والمثابرة.
هنالك أيضاً طريقة سلوكية معروفة وهي طريقة التحفيز عن طريق جمع النجوم، يتفق معها أنها إن درست لمدة معينة سوف تتحصل على ثلاث نجوم مثلاً تثبت هذه النجوم بالقرب من سريرها، ويكون هناك اتفاق واضح أن لكل نجمة قيمة، وأن أي سلوك إيجابي تقوم به سوف تتحصل على النجوم، وفي حالة التصرفات السلبية سوف تسحب منها النجوم بعدد معين، وفي نهاية الأمر يستبدل ما جمعته وما كسبته من نجوم بهدية معقولة تكون مفضلة لها.
أنا أريد هذه الطريقة (طريقة النجوم) لا تطبق فقط على الدراسة، بل تطبق على الدراسة وتطبق على أي تصرف إيجابي آخر، حتى إذا قامت بتنظيم ملابسها أو مشطت شعرها أو نظفت أسنانها أو قامت بعمل إيجابي حيال أختها، كل هذا يجب أن تكافأ عليه، ويجب – وهذا ضروري جدّاً – أن تعامل معاملة واحدة من جميع أفراد الأسرة خاصة الأبوين، بمعنى ألا ينتقد أحد الأبوين ويقوم الآخر بالتحفيز، فإن هذا من أسوأ ومن أخطر المناهج التربوية التي قد تحدث في بعض البيوت مع احترامي لجميع الأسر.
حين يصدر من الفتاة العناد وعدم الاستجابة والبكاء والصراخ فأرجو تجاهل ذلك، العلاج بالتجاهل من العلوم السلوكية الممتازة، وهو يضعف السلوك السلبي.
إذن: الأمر يتطلب منك الصبر -أكرر ذلك- من الآخرين.
أرجو أيضاً بأن يتاح لها الفرصة بأن تختلط وتتفاعل وتلعب مع الفتيات من عمرها؛ لأن الطفل يتعلم من الطفل الآخر خاصة السلوك الإيجابي.
أرجو أيضاً أن تُشعر الطفلة بأهميتها وكينونتها واعتبارها داخل الأسرة، فعلى سبيل المثال قومي بمشورتها، قولي لها: (ما رأيك في إعداد طعام الغداء لوالدك، ماذا نطبخ له أو ماذا نحضر له أو ما هو نوع الطعام الذي نعده له غداً) أو (كيف نقضي إجازة نهاية الأسبوع؟).. هذه مهارات بسيطة جدّاً لكن قيمتها النفسية وعائدها التربوي كبير وشامخ جدّاً.
هذه طرق إذا طبقتها أعتقد أنه - بإذن الله تعالى – سوف تكون ابنتك على خير.
إذا كان لديك أي شكوك حول مستوى الذكاء لابنتك، لأنك ذكرت أنك تشعرين بأنها طفلة صغيرة في بعض الأحيان وفي أحيان أخرى أنها مراهقة، فإذا كان هنالك أي تشكك حول مقدراتها المعرفية والاستيعابية فيمكنك التأكد أيضاً بمناقشة معلمة الفصل، إذا كانت هذه الشكوك موجودة فيفضل أن يتم اختبار الذكاء، أي أن نحدد درجة الذكاء لديها، وبالرغم من أن هذه الاختبارات ليست بالدقة المتناهية ولكن لاشك أنها مفيدة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.
وبالله التوفيق.