الخوف والقلق من النتائج السيئة والرسوب وتأثير ذلك على مستوى التحصيل
2009-03-10 10:27:46 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا طالب جامعي - والحمد لله - ووالداي يوفران لي كل ما أحتاجه من أجل الدراسة، غير أنني واقع في مشكلة الخوف والقلق من النتائج والرسوب وخاصة في أيام التحضير للامتحانات وأثنائها؛ حيث أنني لا أنام وآكل جيداً، كما أن نتائج بعض المواد أربكتني وجعلتني أفكر أحياناً في التوقف عن الدراسة.
أرجو أن تفيدوني بحل.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله - العلي الأعلى - بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقك في دراستك، وأن يجعلك من الفائزين المتفوقين، وأن يُذهب عنك هذا الخوف وهذا القلق، وأن يجعلك من المتفائلين، وأن يجعلك من المحسنين للظن به، وأن يوفقك لاستعادتك لثقتك في نفسك، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك – ابني الكريم الفاضل – من أنك طالب جامعي، والحمد لله منَّ الله عليك بوالدين وفرا لك كل ما تحتاجه، غير أنك واقع في مشكلة الخوف والقلق والنتائج والرسوب خاصة في أيام الامتحانات تحضرك هذه الأشياء، فأنا أقول لك ابني الكريم الفاضل مصطفى:
أولاً: أتمنى بداية – بارك الله فيك – أن تستعمل الرقية الشرعية، فقد تكون محسوداً، وقد يكون هناك أيضاً شيء آخر وبإذن الله تعالى سيذهب بالرقية الشرعية، وأعتقد أن الرقية الشرعية منتشرة عندكم ومعروفة في الجزائر خاصة بين الشباب الملتزمين، وهي منتشرة في المكتبات الإسلامية على شكل كُتيبات وأشرطة، وتستطيع أن تدخل على أي موقع بحث في الإنترنت كموقع (جوجل) وتكتب (الرقية الشرعية) وسوف تأتيك أشياء مسموعة وأشياء مكتوبة.
هذه الرقية الشرعية - بإذن الله تعالى – إذا كان هناك شيء يتعلق بعالم الجن سوف يذهب تماماً - بإذن الله تعالى – لأن الشيطان أحياناً قد يأتي في مشكلة معينة ويستغلها لتدمير الإنسان، فلا يستبعد أبداً – ابني مصطفى – أن تكون مشكلة الخوف والقلق هذه من الشيطان، فإذن أنت عندما تستعمل الرقية الشرعية سوف تستريح تماماً.
إذا قدر الله واستعملت الرقية الشرعية ولم تتحسن فمعنى ذلك أنك في حاجة إلى علاج نفسي، ولذلك هناك عدة كتب حقيقة تستطيع أن تساعدك في ذلك، فهناك كتاب بعنوان (كيف تتخلص من الخوف)، وكتاب (كيف تستعيد ثقتك في نفسك)، وهذان الكتابان لرجل يسمى دكتور عمرو أحمد بدران، لعلك تجدهم عندك في بعض المكتبات. ويوجد كتاب أيضاً بعنوان (دع القلق وابدأ الحياة)، هذه كتب جيدة حقيقة تذكر لك قصص النجاح وتبين لك مهارات كيفية التغلب على هذا الخوف والقلق.
ولكن فوق ذلك لعله إذا لم يتيسر لك الوصول لهذه الكتب بسهولة فمن الممكن أن تذهب لزيارة المكتبة، وإن وجدت شيئاً يتعلق بهذا من الممكن أن تقرأه لتستفيد منه؛ لأن هذه الأمراض لها علاج من فضل الله تعالى ورحمته. إذا لم يتيسر لك ذلك فأنصح أن تتوجه إلى أخصائي نفساني وأن تعرض عليه حالتك لاحتمال أن تكون هذه حالة نفسية أيضاً تحتاج إلى بعض الأدوية، ولله الحمد والمنة لقد أكرم الله الإنسانية خلال الفترة المتأخرة بالوصول إلى الكثير من الأدوية لعلاج الأمراض النفسية التي كان من المستحيل علاجها في الماضي، وهذه المسائل ليست صعبة، ولا تلق بالاً لمن يقول لك كيف تذهب إلى أخصائي نفساني لأن الذي يذهب إلى الدكتور النفساني إنما هم المجانين أو المرضى، هذا ليس صحيحاً، فإن الآن الطب النفسي أصبح أقوى من الطب البدني العضوي وأصبح الناس يذهبون بانتظام إلى الأخصائيين النفسانيين بصفة مستمرة؛ لأن مع كثرة مشاكل الحياة وتعقدها أصبحت النفس تتعب أكثر من البدن، ولذلك أقول:
أتمنى -بارك الله فيك– أن تفعل ذلك فإن هذا سيكون خيراً لك - بإذن الله تعالى – فتوكل على الله ولا تتأخر، وسوف يفتح الله عليك ويوفقك - بإذن الله تعالى – فاستعن بالله ولا تعجز، والله عز وجل معك يحفظك ويرعاك.
ثانياً: بارك الله فيك، عليك بالدعاء؛ لأن الدعاء كما أخبر النبي - عليه الصلاة والسلام -: (لا يرد القضاء إلا الدعاء)، وقال صلى الله عليه وسلم : (إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء، فإنه لا يهلك مع الدعاء أحد)، فأنت عليك أن تدعو - بارك الله فيك - لنفسك، وعليك أن تجتهد وتحافظ على الصلوات في أوقاتها خاصة صلاة الفجر، أيضاً عليك – ابني مصطفى – أن تحافظ على أذكار الصباح والمساء، خاصة (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على شيء قدير) مائة مرة صباحاً ومائة مرة مساءً، وقول (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات يومياً، وقول (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) ثلاث مرات. وكذلك أيضاً: (أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة)، وتكثر من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.
أيضاً تطلب من والديك الدعاء لك؛ لأن دعاء الوالد لا يرد ومستجاب كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام بقوله: (ثلاث دعوات لا شك فيهن -وذكر منها- دعوة الوالد لولده)، فاطلب من والديك أن يدعوا لك، وبإذن الله تعالى سوف تتحسن.
أخيراً: ما الذي يجعلك تخاف من الامتحانات؟ أليست هذه كامتحانات الثانوية وامتحانات الإعدادية؟ إن هذا الخوف لا أساس له، وكما ذكرتُ لك هذا مجرد وهم نفسي، ولكن لا حقيقة له ولا داعي له، فأنت قد دخلت امتحانات متعددة عبر سنوات الدراسة من المرحلة الابتدائية إلى الإعدادية إلى الباكلوريا، وأنت من فضل الله تعالى تدخل الامتحانات وتنجح، فما الذي يجعل الامتحان الجماعي يختلف عن غيره؟ خاصة وأنك عندما تذاكر وتأخذ بالأسباب فأعتقد أنك قد أديت الذي عليك ولا داعي أبداً الخوف – يا ولدي – لأن هذا الخوف ليس له أساس حقيقة الآن، فكما ذكرت هو وهم نفسي، وهو كما ذكرت لك عقبة من عقبات الشيطان يضعها في سبيلك، فهذه الامتحانات لا تختلف أبداً عن الامتحانات الماضية، بل لعل امتحان الباكلوريا – الثانوية – كان أشد وأصعب من امتحانات الجامعة حيث الهالة الكبيرة التي لا تخفى عليك وخوف الناس من عدم النجاح وعدم التوفيق إلى الجامعة، فأرى أن تستعين بالله تعالى وأن تتوكل على الله وبإذن الله تعالى سيأخذ الله بناصيتك ويأخذ بيدك ويفتح عليك وستكون - بإذن الله تعالى – من المتفوقين بإذنه تعالى.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، كما أسأله تعالى أن يأخذ بناصيتك إلى الحق، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.