الطرق الواجب اتباعها عند الابتلاء بالمرض
2009-10-11 11:51:07 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أشكركم أولاً على جهدكم، أنا أريد أن أشفى من بلاء بسيط، ليس عن طريق عملية جراحية، وأنا أيضاً لا أحب ذلك، فماذا علي أن أفعل؟ مع العلم أنني أريد من الله أن يشفيني بدون الذهاب للمستشفى، ومع العلم أيضاً أن علاقتي مع الله جيدة وذلك بفضله والحمد لله، فماذا علي أن أفعل؟ أنا أعرف آيات الشفاء وأدعية الشفاء، لكن أنا أقصد غير ذلك، فهل أستطيع أن أعد الله إذا شفاني ورفع عني البلاء أن أحفظ القرآن وأكون من المحسنين الشاكرين؟ أو هل أستطيع أن أصلي صلاة استخارة أو أي شيء آخر للشفاء؟ والذي طمأن قلبي أني سمعت على الراديو امرأة تقول قصتها (أنه كان يوجد بها ثلاث حصوات وكانت خائفة من أداء العملية، لكن في ليلة من الليالي رأت في المنام أن ثلاثة أطباء لا تعرفهم فرأت بيد طبيب ثلاث حصوات سود وهو يمسكهم ويخرج من المكان، فاستيقظت ولم تدر ما تفعل، ذهبت للمستشفى وأخبرت الأطباء، وصوروا لها مكان الحصوات فلم يجدوا شيئاً، ووجدوا تحت صدرها جرحاً صغيراً واستنتجوا أنها قد شفيت تماماً، وكأن الملائكة وهي نائمة جاؤوا لها وعالجوها، وسألوا المرأة: ماذا كنت تفعلين؟ فقالت أنها مطيعة لله وتقرأ قبل منامها آية الكرسي وهكذا).
أنا أعلم أن الله على كل شيء قدير، فهل صحيح أن أدعو الله بأن يشفيني دون أن أذهب لطبيب أو للمستشفى وعملية شق الصدر وغيرها وما أريده هل يجوز أن أعد الله كما ذكرت، وكيف؟ وهل أستطيع أن أصلي صلاة استخارة؟ وهل من الممكن أن يشفيني الله بدون طبيب؟ كما شفى المرأة وكما فعلت الملائكة بعملية شق الصدر؟ فمتى أدعو وأي الأوقات مستجاب فيها الدعاء؟
مع العلم أني عازم إذا الله شفاني أن أكون من المحسنين ومن الشاكرين، وأنا أيضاً الآن أحفظ من كتاب الله، أرجو أن تعذروني فقد أطلت عليكم.
ختاماً أحب أن أشكركم على هذا الموقع وهذه الجهود وبارك الله فيكم وحياكم والسلام عليكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك -أيها الأخ الكريم- ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يشفيك ويلبسك ثوب الصحة والعافية، إنه جواد كريم، وقد أحسنت - أيها الأخ الحبيب - حين علقت قلبك بالله تعالى، فنحن نستشف من عباراتك يقينك الأكيد بأن الشفاء بيد الله تعالى، وأنه على كل شيء قدير، وهذا كلام صحيح وصدق إيمان بالله تعالى وثقة في قدرته سبحانه.
مع هذا أيها الحبيب ينبغي أن تعلم بأن الله تعالى شرع لنا الأخذ بالأسباب الموصلة إلى المطلوب، فالشفاء من عند الله تعالى لكنه شرع لنا الأخذ بأسبابه، فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم : (تداووا عباد الله) ونصيحتنا أيها الأخ الكريم نلخصها لك في النقاط الآتية:
1) اثبت على ما أنت عليه من حسن الظن بالله تعالى، وأنه هو الذي يشفي المريض ويُذهب الداء، وأكثر من دعائه والتضرع إليه واثقاً أنه سيشفيك، فإنه سبحانه عند ظن عبده به.
2) اقرأ القرآن على نفسك واستعمل الرقية الشرعية، فإن القرآن شفاء، كما أخبر الله في كتابه، ولا تستعجل حصول النتيجة، فإن لكل أجل كتاب.
3) إن كنت تعاني من مرض عضوي فإنه يستحسن أن تعرض نفسك على الطبيب، وتخير المتقن من الأطباء، فإن الله عز وجل: (ما أنزل داءً إلا وأنزل له دواء، علمه من علمه وجهله من جهله)، هكذا جاء في الحديث النبوي، والأخذ بالأسباب وتناول الدواء ليس منافياً للتوكل على الله تعالى، بل هو أخذ بسنة الله تعالى في خلقه، فإنه سبحانه جعل للمقادير أسباباً توصل إليها.
4) داوم على تناول الدواء الحسي والمعنوي الذي ذكرناه من الأدعية وقراءة القرآن، واصبر واحتسب فإن المرض كفارة للذنوب ورفع الدرجات، وكن على يقين بأن الله تعالى أرحم بك من والدتك وأنه لا يقدر لك إلا ما فيه خير لك، وربما كان المرض وبقاؤه إلى أجل خير لك من العافية وأنت لا تدري، فارض بما قدره الله لك تعش حياة سعيدة.
أما ما ذكرت من قصة المرأة فإننا لا ندري مدى صحتها حتى نعلق عليها.
أما سؤالك عن وعدك لله تعالى بأن تفعل كذا وكذا إذا شفاك، فإن هذا هو الذي يسمى في الشرع نذراً، والنذر بهذه الصورة التي ذكرتها مكروه لا ينبغي لك أن تفعله، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنه لا يغير من القدر شيئاً، وفيه إلزام منك لنفسك ما لم يلزمك الله به، لأنك إن نذرت أنه إن شفاك الله فستفعل كذا وكذا، فإنه إن حصل الشفاء لزمك الوفاء بالنذر،وقد يكون في ذلك مشقة عليك، فنصيحتنا أن لا تفعل ذلك، وأما دعاء الاستخارة فليس هذا محله الذي شرعه الله فيه.
نسأل الله تعالى أن يمن عليك بالشفاء ودوام العافية، وبالله التوفيق.