تهيئة الأجواء المناسبة ساعات النوم للأطفال قليلي النوم
2010-06-12 19:36:59 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإخوة الأفاضل: لدي طفلة عمرها 10 أشهر، ومنذ عدة أشهر وهي قليلة النوم، وكذلك أخوها الأكبر منها لا يحب النوم، وإذا قلنا له: هيا للنوم، فإنه يستاء كثيراً ولا ينام إلا متأخراً، ولا يذهب للنوم مع الترغيب أبداً، لكنه عندما يرغم على النوم ما إن يضع رأسه حتى ينام، كذلك هو كثير الحركة حفظه الله.
المشكلة في البنت أكبر، فعندما يذهب بها لتنام تصيح ولا تنام إلا أن تهزها أمها وتحركها يميناً وشمالاً، ومع ذلك تبكي كثيراً وتصيح، ولا تنام إلا بعد وقت طويل، قد يستمر أحياناً إلى ساعة، وإذا نامت فأحياناً كثيرة تستيقظ سريعاً بعد دقائق، أو قد تصل إلى نصف ساعة، ولا تنام في الليل إلا قليلاً، وكذلك في النهار، والحمد لله هي تأكل جيداً، فما تفسير هذه الحالة والعلاج لها? مع أن صحتها ما شاء الله طيبة ولله الحمد.
وشكراً لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سعيدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالأطفال يختلفون في مستوى نومهم، ولكن بصفة عامة يعرف أن الطفل الصغير ينام ساعات طويلة؛ لأن هرمونات النمو لا تفرز إلا في أثناء النوم، والنوم بالرغم من أنه حاجة غريزية وطبيعية وبيولوجية للإنسان كبيراً كان أو صغيراً، إلا أن الظروف المحيطة بالإنسان أيضاً تلعب دوراً في سهولة النوم أو صعوبته، وهذه الابنة حفظها الله ربما تكون قد اعتادت على معاملة معينة من جانب والدتها، فكثير من الأمهات مثلاً يلجأن للرضاعة كوسيلة لينام الطفل مع أنه ليس من الضروري أن يكون صحيحاً دائماً، وكثير من الأمهات أيضاً يجعلن الطفل يلتصق بهنَّ لدرجة غير معقولة، لدرجة تجعل الطفل يحتج وبقوة لأي وضع مخالف على الوضع الذي تعود عليه.
كثرة الحركة أيضاً لدى الطفلة يجب ألا نتجاهله؛ لأن بعض الأطفال الذين يعانون من إفراط في الحركة يُعرف أنهم قد تواجههم صعوبات ومشاكل في النوم، ولكن؟ إن شاء الله تتحسن بمرور الزمن.
الذي أود أن أنصح به هو أن يكون هنالك نوع من الصبر في التعامل مع هذه الطفلة، وأن لا تعودها أمها دائماً على أن تهزها يمنة ويسرة يميناً وشمالاً حتى تنام، يمكن أن تتركها وحدها لفترة، سوف تصرخ الطفلة وتحتج مرة ومرتين، ولكن بعد ذلك إن شاء الله سوف تأخذ الأمور مجراها الطبيعي.
هذه الطفلة وفي هذا العمر ربما يكون أيضاً لديها احتقان في اللثة؛ وذلك لأنها في مرحلة التسنين، وهذه المرحلة يعرف أنها قد تسبب عدم ارتياح وصعوبة، وحتى بعض الآلام بالنسبة للطفل في فمه، فيجب أن يراعى هذا الأمر، وفي بعض الحالات يُعطى الطفل شراب البنادول العادي، وهذا يخفف عليه الألم وعدم الارتياح، مما يسهل على الطفل النوم.
بصفة عامة فالنوم هو حاجة بيولوجية وهو عادة في نفس الوقت، فأرجو أن يهيأ لهذه الطفلة – وحتى لأخيها الأكبر – الجو العام الذي من خلاله يتيسر النوم للأطفال، وأقصد بذلك أن تقل الضوضاء، وأن تخفض الإضاءة، وأن يذهب الجميع إلى النوم، هذا يعطي الطفل شعوراً بالجماعية، وحتى إن احتج أو صرخ لليلة أو ليلتين، بعد ذلك سوف يتطبع ويأخذ على المنهج الأسري العام ويتبعه.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونسأل الله تعالى للجميع الصحة والعافية، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.