فزع الطفل في الليل وعلاجه السلوكي والدوائي
2008-05-12 08:52:55 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
ابني عمره 9 سنوات، كثير الفزع ليلاً، وفي النهار لا يتذكر أي شيء.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رجال عبد الحق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالفزع والخوف ربما يكون مصاحباً لكثير من الأطفال في مرحلة الطفولة، خاصة الخوف من الظلام، والخوف من الحيوانات، والخوف من الحشرات، فهذا يعرف تماماً أنه يوجد لدى بعض الأطفال وفي بعض المجتمعات، وكثير من الأسر ربما تشجع على هذا، بمعنى أن الطفل ربما يحدث له نوع من الفزع؛ لأنه قد فُزِّع بحيوان معين أو من الظلام، وأنا بالطبع أتكلم هنا بصفة عامة، ولا أعني أنك تقوم بذلك تجاه ابنك.
عموماً هذا نوع من الخوف المكتسب، والذي أنصح به هو أن يُطمأَن الطفل، وأن يعرف الفرق بين الليل والنهار، وأن يكون هنالك شخص بجانبه في الأيام الأولى من أجل أن يطمئنه، ثم بعد ذلك حاول أن تعطيه بعض المهام البسيطة، فعلى سبيل المثال: أطلب منه بأن يذهب إلى الغرفة الأخرى، ويكون الضوء ليس بالقوة الشديدة، ثم بعد ذلك يحضر الشيء الذي طلبته منه، ثم بعد ذلك أطلب منه أن يذهب إلى مسافة أطول في أثناء الليل، وبعد أن يقوم بالمهمة التي أوكلت إليه لابد من تحفيزه ومن تشجيعه ومن تهنئته على هذا الإنجاز.
وأيضاً اجعل هنالك نوعاً من المقارنات بينه وبين إخوانه أو الأطفال الآخرين، دعهم يتسابقون على سبيل المثال، دعه يتنافس ويسابق مع أخته أو أخيه أو مع أقرانه في الذهاب إلى مكان مظلم ثم الحضور.. وهكذا.
إذن الأمر يكون على العلاج السلوكي الذي يقوم على أن نعرض الطفل لمصادر الخوف مع تشجيعه وطمأنته، فهذا إن شاء الله سوف يساعده كثيراً.
هنالك حالات نادرة جدّاً لا أريد أن أزعجك، ولكن لا بد أن أذكرها من قبيل الحقيقة العلمية، وهي أن بعض الأطفال يكون لديهم نوع من النشاط الزائد في خلايا المخ، وهذا يؤدي إلى نشاط كهربائي زائد، هذا النشاط الكهربائي الزائد يسميه البعض ببؤرة صرعية، هذا في كثير من الأحيان يؤدي إلى الفزع والتخوف الليلي، إذن: إذا كانت هنالك إمكانيات متوافرة فسوف يكون من الحكمة ومن الأفضل أن تعرض الطفل على أخصائي الأطفال حتى يقوم بإجراء تخطيط للدماغ حتى نتأكد أنه لا يوجد أي نوع من النشاط الصرعي.
كما ذكرت لك – أخي الكريم – هذا الاحتمال إن شاء الله ضعيف جدّاً، ولكننا هنا في الشبكة الإسلامية حريصون جدّاً أن نعطي الحقائق العلمية كاملة.
هنالك جانب آخر، وهو أني أرجو أن تحاول أن تبني وتقوي من شخصية الطفل بصفة عامة، وذلك بتشجيعه بجعله يقوم ببعض المهام في المنزل، فيمكنك أن تستشيره حتى في بعض الأمور البسيطة، وإن كنت أنت الذي قمت باتخاذ القرار، ولكن أشعره كأنه هو صاحب القرار.
أيضاً اجعله يقابل الضيوف، واجعله يجيب على التليفون، وهكذا، فهذا - إن شاء الله - يبني من شخصيته، وأعطه – أخي الكريم – الفرصة لأن يلعب مع الأطفال الآخرين خاصة الرياضة وكرة القدم، هذا أيضاً يقوي من شخصيته، اجعله أيضاً يذهب إلى حلقات التلاوة في المسجد، هذا أيضاً يعطيه الفرصة بأن يتفاعل مع بقية الأطفال وتقوى شخصيته، ولا شك أن التحفيز والتشجيع الذي سوف يأتيه من المعلم هذا يساعده كثيراً.
إذن أخي: المبدأ العام هو التشجيع والترغيب في مثل هذه الحالات، وتحقير فكرة المخاوف، هذا يساعد - إن شاء الله - كثيراً.
هنالك بعض الأدوية في بعض المرات نعطيها إذا كان الأمر صعبا جدّاً أو الخوف بالشدة الرهيبة، فهنالك دواء يعرف باسم (تفرانيل) وهو دواء جيد للأطفال، ولا مانع أن يعطى في هذا العمر، وجرعته هي (10 مليجرام) ليلاً، فيمكن أن يعطى بعد صلاة المغرب على سبيل المثال، ولكن أحبذ أن تجرب الأمور السلوكية أولاً، وكذلك تقوم بإجراء تخطيط للدماغ ثم بعد ذلك إذا اتضح أن التخطيط - إن شاء الله - سليم ولم تنجح العلاجات السلوكية فيمكن بعد ذلك إعطاء الطفل هذا الدواء (طفرانيل) بجرعة (10 مليجرام) ليلاً لمدة شهر، ثم بعد ذلك يمكن أن ترفع الجرعة إلى (25 مليجراماً) ليلاً لمدة أربعة أشهر، ثم تخفض مرة أخرى إلى (10 مليجرام) ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم يمكن التوقف عن تناوله.
كما لا ننسى الإشارة إلى المحافظة على أذكار النوم وتعويذه قبل أن ينام، ليكون في حفظ ورعاية.
أسأل الله له الشفاء والعافية، وبارك الله فيك وبالله التوفيق.