عرض فتاة نفسها على خاطب سبق أن رفضته من قبل
2003-10-14 21:26:57 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله.
في البداية أقدم لكم خالص الشكر على جهودكم في هذا الموقع الرائع، والذي أعاننا على حل كثير من مشاكلنا، فجزاكم الله عنا كل خير.
مشكلتي أنه تقدم لي شاب منذ سنة تقريباً، وهو من عائلةٍ محترمة جداً، ولكنه غير متدين فرفضته، وحدث بعد أقل من عام أن تقدم لي أخوه وهو يغايره تماماً في العلم والأخلاق والمعاملة والتدين، ولكنه كان على عجلةٍ من أمره لاضطراره للسفر، فلم يكن لدي وقت للتفكير ولا للتحدث معه أكثر من مرة فتسرعت ورفضته.
وبعد أن عاد من سفره عرض علي أحد أقربائي أن يكلمه ليعود، ولم أر فيها من حرج لا في الدين ولا في العرف، وحدث ذلك فعلاً وكلمه، ورحب الشاب بالفكرة، ولم يمانع ووعد قريبي بأن يجيبه بسرعة ولكنه غاب ولم يتصل إلى الآن.
وأنا في حيرة من أمري، لا أدري، هل أنتظره أم أعتبر عدم رده رفضاً، سواءً منه أو من عائلته وأقبل بغيره؟
علماً أني معجبة بهذا الشاب، وهو معجب بي، وليس فيه ما يمكن أن أعيبه عليه، وهو يناسبني على كافة الأصعدة، إلا أنني لا أدري لم حدث كل هذا وما حكمة ربي من ذلك كله.
أريد أن أعرف رأيكم في الموضوع، وفي رأيكم لماذا وافق هذا الشباب بالفكرة ثم لم يعد؟ وهل أنتظره أم أرضى بفراقه وأنساه؟ وهل كان الخطأ مني في البداية أم منه؟
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ربى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أرجو أن تحرصي على صاحب الدين ولا تركزي على الجوانب المادية والمظاهر، ورحم الله سعيد بن المسيب الذي رفض أن يزوج ابنته من ملوك بني أمية، وزوجها لأحد طلابه الفقراء، وكان يخطب فيه صلاحه وعلمه وديانته، فنشأت تلك الأسرة سعيدة بطاعتها لله، ولا توجد السعادة إلا في رحاب الطاعة والذكر لله.
الأفضل للإنسان تجنب العجلة في جميع أموره، ففي التأني السلامة وفي العجلة الندامة، وعلى كل حال قدر الله وما شاء الله فعل، والمسلم لا يحزن ويتحسر على ما فات، لكنه يؤمل الخير ويتوكل على الله ويثق فيما عند الله سبحانه.
لا شك أن الرفض المتكرر من قبلك لأهل ذلك البيت سوف يؤثر عليهم، ولا تخلو المجتمعات من محرضين همهم تضخيم الأمور حتى ولو كانت صغيرة، ولعل هذا أحد أسباب تأخر ذلك الفتى في رده، وقد يكون قصد هذا الفتى أن يعطي نفسه فرصة للتفكير حتى لا يشرب من نفس الكأس مرةً أخرى.
عندما يأتي الخطاب فعلينا أن ننظر في دينهم أولاً، فكل عيب في الإنسان يمكن للدين أن يصلحه، وليس لكسر الدين جبران، ثم شاوري إخوانك وأرحامك، فالرجال أعرف بالرجال، ولا تنسي صلاة الاستخارة، ففيها توكل على العليم الخبير وتفويض للأمر للسميع البصير سبحانه، وبعدها اتخذي القرار ولن تندمي بعد ذلك، فما خاب من استخار ولا ندم من استشار.
قد أحسن هذا القريب الذي أوصل إليه رغبتك، وفي ذلك إخراجٌ لك من دائرة الحرج، ويمكن أن يستوضح منه الأمر مرةً أخرى ولا حرج أيضاً في ذلك، ولكن يفضل أن تنتظري، وإذا جاء خاطبٌ آخر مناسب فأرجو عدم التردد في القبول، وليس هناك داع للحيرة والتفكير في هذا الأمر، وإذا أراد الله شيئاً كان، وقد فعلتم الأسباب فتوكلوا على الله، ومن يتوكل على الله فهو حسبه.
وقد يكون الرفض من أهله، وربما أراد التأكد من صدق رغبتكم فيه، والرجل دائماً يتمهل في أموره ولا يركن إلى العاطفة وحدها، والانتظار لن يضرك في شيء، واشغلي نفسك بذكر الله وطاعته، واسأليه سبحانه أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.
أسأل الله لك التوفيق والسداد.