الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دعوة الأم التي تتعاطى الشمة

السؤال

أنا في حيرة من أمري:
أمي سيدة تجاوز سنها 45سنة أمية لا تقرأ ولا تكتب ،ابتليت بتناول الشمة منذ صغرها والشيء الذي تفاجأت به هو أنها تتناول الشمة في نهار رمضان وحاولت أن أوضح لها الأمر وأشرح لها وحاولت معها مرارا على أن تترك هذه العادة ولو في نهار رمضان وتعدني بذلك لكني أتفاجأ بها تتناول الشمة خفية مني وإخواني .
فضيلة الشيخ: ما هي الطريقة التي أستطيع بها إقناعها أن هذا الشيء لا يجوز ؟
هل علي شيء إذا تركتها تفعل ما تريد مع العلم أنني حاولت معها كثيراً؟
وللعلم بأنها تصلي وتحفظ من القرآن بضعة أجزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد بينا من قبل تحريم تناول الشمة، وأنها مفسدة للصيام، ولك أن تراجع في جميع ذلك فتوانا رقم: 25012، وفتوانا رقم: 40605.

هذا من جهة، ومن جهة أخرى فالله تعالى قد أوجب بر الوالدين واحترامهما وتوقيرهما وخفض الجناح لهما ومعاملتهما ومخاطبتهما بما يقتضي ذلك. وحرم تحريما غليظا كل ما يقتضي خلاف ذلك. قال تعالى: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً {النساء: من الآية36}. وقال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً {الإسراء:23-24}.

وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: "أمك" قال: ثم من؟ قال: "أمك" قال: ثم من؟ قال: "أمك" قال: ثم من؟ قال:"أبوك" متفق عليه.

ومن البر بالأم نصحها وتحذيرها من المعصية، ولكن ذلك يكون فيه من الرفق واللين وخفض الجناح ما يناسب ما جعله الله لها من الحقوق.

فعلى السائل الكريم أن يوجه النصح لأمه برفق ولين وأدب، فإن لم ينفع معها نصحه لها فليسلط عليها بعض الصالحات دون أن تعلم أنه من أخبرهن بذلك، فإن استجابت للنصح فالحمد لله، وإن لم تستجب فلتصاحبها بالمعروف، ولتدع لها بالهداية في أوقات الاستجابة، وليس عليك شيء بعد ذلك.

ونسأل الله العلي القدير أن يهديك إلى ما يصلح به حال أمك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني