الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سعي الزوجين في إرضاء بعضهما يثمر الحب ودوام العشرة

السؤال

مر على زواجنا 13 سنة في حالة الرضا بيننا تكون بالنسبة لي أما وأختا وقدما ويدا وعينا ولا تمل أبدا من طلباتي مهما ثقلت وإذا حدث خلاف بيني وبين زوجتي وكانت غلطانة لا تتراجع ولا تخاف على غضبي وممكن تطلب الطلاق لأتفه الأسباب وممكن تترك البيت وتذهب إلى بيت أبيها وأنا خائف على أولادي إذا طلقتها عندي ولد 8 سنوات وبنت 12 سنة فماذا أفعل معها وأبوها دائما يغلطني حتى لو كنت عندي حق لدرجة أني كرهتهم ولا أعرف ماذا أعمل علما بأني رجل مستقيم ومصلى ولا أعرف غير البيت والمسجد وطاعة والدي. وعدم طاعتها لي في خدمة والدي أيضا سبب أساسي للمشاكل ولكن أتركها براحتها في النهاية وممكن تفهمني غلطا وتبني مشكلة على هذا وحتى إذا قلت لها إنني لأقصد هذا وتصر على الغضب وممكن نظل متخاصمين بالشهر وتنام في حجرة مع أولادها وأنا في حجرة ودائما أتحامل على نفسي من أجل الأولاد فماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحياة الزوجية مبناها على التآلف والتراحم والتعاون فيما بين الزوجين، وكل منهما ينبغي أن يسعى لإسعاد الآخر ، سواء أكان ذلك بالقول الحسن أو الفعل الحسن، والحياة الزوجية أمر مشترك بين الزوج وزوجته. قال تعالى: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ {البقرة: 228} وبما أن النقص ملازم للإنسان والخطأ من شيمه فقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم الرجل إذا كره خلقا أو غيره من امرأته أن ينظر إلى ما قد يسره فقال: لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر.

وقد ذكرت من طاعة زوجتك وخدمتها حال رضاها، فينبغي ألا تنسى لها ذلك فتسعى في إرضائها متى ما غضبت بكلمة ودعة ولمسة حانية وأسلوب لطيف فتملك مشاعرها وتأسر قلبها بدلا من سبها وشتمها أو هجرها، ماذا يضرك لو كانت أيامك معها كلها فرح وسعادة.

أما الطلاق لمجرد ذلك مع ما ذكرت من شأنها فلا ينبغي أن تفكر فيه لمصلحة الأولاد واجتماع شمل الأسرة ولسهولة معالجة ما بينكما.

وأما خدمة أبويك فلا يجب عليها ذلك، وليس لك إلزامها به، وإن كان الأولى لها والذي ننصحها به هو خدمتهما ما لم يشق عليها ذلك؛ لما فيه من إكرامك وطاعتك وانظر الفتويين: 33290 ، 34811.

ولا يجوز لها هجر فراشك أو التعالي عليك بالسب أو الشتم، وإن فعلت فهي ناشز آثمة، وقد بينا كيفية معاملة الناشز في الفتوى رقم: 17322.

وخلاصة القول أننا ننصحك بالنظر في الجوانب المشرقة والمضيئة في حياتك الزوجية فإنها تعينك على تجاوز غيرها والتغاضي عما يمكن التغاضي عنه من الهفوات والزلات والتناصح فيما لا يمكن فيه ذلك.

كما ننصح والد زوجتك أن يكون أبا لكما، ولا ينحاز إلى ابنته دونك، بل يؤدب الظالم ويحن على المظلوم، وإن كان الأولى عدم رفع الأمر إليه، وحل الخلافات الزوجية دون إشراكه أو إشراك غيره ما لم تلجئ إلى ذلك ضرورة.

وللفائدة ننصحك بمراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية:6897، 1217، 2050، 5291، 36570.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني