السؤال
كان لي صديق بمثابة الأخ وكنت أعرفه جيدا وأعرفه خصاله وأخلاقه، وقد وفقه الله إلى السفر إلى الخارج، وفي أيامه الأولى وجد صعوبة في إيجاد عمل هناك وكان دائما يحكي لي ما يجري له هناك، وكان بين الفينة والأخرى يبعث لي بمبلغ على قدر العمل الذي كان يعمله، وكان دائما يقول لي إن سبب سفره ليس لطموحاته الشخصية فقط، لكن لأجل أناس كان يعرفهم هنا قبل أن يسافر، فكان دائم المعونة لهم. لكن طالت المدة ولم يستقر في عمل دائم مع العلم أنه لم يكن يعيش بصفة قانونية. المهم، أنه بعد ذلك بوقت وجيز بدأ يبعث بمبالغ كبيرة واكتشفت أنه اقتنى عقارا بثمن لا يمكن أن يوفره إلا لسنوات عديدة من العمل وأمور كثيرة أخري..مما ولد إلي شك في مصدر هذه الأموال، فصارحته ذات مرة بالأمر، فنفى الأمر وقال لي إنك تعرفني جيدا، مع العلم أنه قد تزوج بأجنبية وأسلمت على يده وارتدت الحجاب وقد زارتنا هنا وعلمت من حديثها عليه أنه يواظب على صلواته وأنه مازال يتميز بالخصال التي عهدته عليها قبل أن يسافر. ومع ذلك ما زال الشك ينتابني. والذي يهمني من هذا كله أنني أتصرف في هذه الأموال وبها أصرف على عائلتي، وأنا في صدد خلق مشروع بهذه الأموال الذي سيكون انطلاقة حياتي ومورد رزقي ورزق أبنائي من بعدي فأنا أخشى أن يكون هذا المال من حرام وأعيش تأنيب ضمير أكثر مما هو يؤنبني حاليا، مع أني ألاحظ أن هذا المال ليس فيه بركة ويصرف كثيرا، ولاحظت أن إيماني وإقبالي على العبادة أقل مما كنت فيه من قبل فصرت أخشى على نفسي، وأقول إن ربي لا يستجيب لدعائي ولن يوفقني في حياتي بسبب هذا المال، وأصبحت أسرع للمعصية التي كنت أستعظمها فيما قبل وكذلك سريع التوبة لله!! فأنا أعيش صراعا داخليا مع نفسي.
فسؤالي إليكم أساتذتي الكرام قد يأخذ وجهين اثنين، أولهما ما فتوى هذا المال الذي آكل منه؟ وثانيهما كيف أتعامل مع نفسي وهذا الصراع الشبه الدائم حتى أني أقول في بعض الوقت أني أصبت بانفصال في الشخصية لكثرة تقلبي؟ وأذكر حديثا للرسول صلى الله عليه وسلم في ما معناه أنه سيأتي زمن يصبح فيه المرء مومنا ويمسي كافرا ...
أرجوا أن تأخذوا مسألتي بعين الاعتبار الاهتمام وموافاتي بالشرح الدقيق، فليس لي شخص أحكي له. وادعوا لي جزاكم الله خيرا.