الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

آثار الغضب بين المؤاخذة وعدمها

السؤال

ما حكم الشرع في الزوجة التي تسب الزوج وأهله وتسب أحياناً الدين والرب ولا تفعل هذا الشيء إلا في حالة الغضب الشديد والانفعال وهذه الزوجة معروفة لدى أهلها بشدة الغضب، ولكنه بعد أن تهدأ تبكي وتستغفر وتندم على ما فعلت وتلقي باللوم على زوجها لأنه هو الذي يشعل الغضب فيها بسبب تقصيره تجاهها فأفيدونا؟ جزاكم الله خيراً وبارك في جهودكم، ولا تنسونا من الدعاء بوركتم.

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

الغضب منه ما يخرج صاحبه عن طور الوعي والإدراك، وحينئذ لا يؤاخذ بما صدر عنه؛ لأنه كالمغمى عليه والمجنون، ومنه ما هو دون ذلك فلا يفقد صاحبه الإدراك وحينئذ يؤاخذ بما صدر منه. والغضب مرض خطير، ولكن يمكن علاجه بالأسباب الشرعية في ذلك.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان الغضب يفقد هذه المرأة صوابها وإدراكها فلا تعي ما يصدر عنها فهي غير مؤاخذة بما تفعله حينئذ، لكن عليها الكف والحذر عن الأسباب التي تؤدي بها إلى ذلك، ولا ينبغي للزوج أن يستثيرها ويفعل لها ما يشعل غضبها.

وأما إن كان غضبها عادياً لا يفقدها الوعي والإدراك فهي مؤاخذة بما يصدر عنها وآثمة بسب زوجها وأهلها وناشز بذلك، وسبها للدين والرب والعياذ بالله يخرجها من الدين ويردها عن الإسلام إلى الكفر كما قيل:

يرتد عن إسلامه من انتهك * حرمة ذي العرش ورسل وملك

ونرجو ألا يكون ذلك؛ لما ذكرت من شدة غضبها وانفعالها فلعلها معذورة بذلك، لكن عليها أن تحذر من أسباب الغضب وتبتعد عما يجرها إلى ذلك. وقد بينا خطورة الغضب وكيفية علاجه في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 8038، 58964، 62950، 79179، كما بينا كيفية توبة ساب الدين والرب في الفتوى رقم: 71499. وحكم سب الزوج وأهله في الفتوى رقم: 23235.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني