الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اترك الفشل وأسبابه بدلا من تركك بيت عائلتك

السؤال

هل يحق لي أن أترك المنزل وأبحث عن حياة جديدة بعيدة عن حياة الجحيم والذل التي أعيشها مع عائلتي مع العلم بأن بقائي سيتسبب بالكثير من المشاكل معهم إثر فشلي في دراستي؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلم تذكر لنا ما إذا كان الوالدان أو أحدهما من بين العائلة أو لا، وعلى افتراض أن الوالدين أو أحدهما من بين العائلة التي تريد أن تخرج عنهم، فننصحك ببرهما وبملازمتهما فإن ثمة الجنة، وخير وسيلة للتخلص مما سميته حياة الجحيم في البيت هي المواجهة وليس الهرب من البيت، ونعني مواجهة كل ما يغضب الأهل منك ومن ذلك الفشل في الدراسة، فعليك أن تجد وتجتهد في دراستك وتنجح، فإن لم تكن قادراً على ذلك فأثبت لهم نجاحك في مجالات أخرى غير الدراسة، فإن أهلك لا يريدون منك شيئاً سوى أن يروك ناجحاً في الحياة، فلذلك يقسون عليك لا لإذلالك بل خوفاً عليك من الذل إن فشلت، فإن الفاشل يعيش ذليلاً منكسراً، فهم يريدون لك النجاح حتى تعيش عزيزاً مرفوع الرأس، فلا تترك البيت، بل اترك الفشل وأسباب الفشل، واصبر على ذل من يريد لك العز في الدنيا والآخرة، فإن كنت قد بلغت السن التي تكون فيها مسؤولاً عن نفسك، وهي سن البلوغ فمن حقك اختيار المكان الذي تعيش فيه، بشرط عدم حاجة الوالدين لبقائك معهم، مع محاولة إرضائهم قدر الإمكان.. وراجع الفتوى رقم: 73650.

أما إن لم يكن الوالدان أو أحدهما من بين العائلة فلا حرج عليك في أن تعيش في مكان غير مكان تلك العائلة؛ إلا أنه ينبغي للعاقل أن يوازن في أموره بين المصالح والمفاسد المترتبة على أي أمر يقوم به، ولا يتسرع في الأمور استجابة لعاطفة أو هوى، فكل ما من شأنه أن يقوي أواصر المحبة ويشد من رابطة الأخوة فهو الأولى وهو الذي ننصح به، وبكل حال فلا يجوز قطيعة رحمك وهجرهم لغير سبب معتبر شرعاً.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني