الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العلاقة بين المخطوبين قبل الزواج

السؤال

أنا على علاقة مع شاب كان قد تقدم إلى خطبتي في فبراير الفارط لكن أمي طلبت تأجيل الأمر، وما حصل أن أخي الذي يبلغ من العمر 25توفي في حادث و من يومها وأمي في حزن شديد، وأما أنا فلا زلت مع ذلك الشاب لحسن نيته، وليلة البارحة رأت أمي في المنام أن امرأة جاءت الى المنزل وقالت إنها فاعلة خير وأمرتها أن تعجل بخطبتي لأني حامل وأن لا تضع أي شروط لذلك ثم انصرفت المرأة وأخذت معها طفلة صغيرة كانت أمام منزلنا وقد همت أمي بضرب فخذيها خوفا من الفضيحة لتجد أختي الكبيرة وهي متزوجة تنظف بيتنا وقد قالت لها"حذرتك وأوصيتك بتعجيل زواجها.
فأرجو منكم تفسير هذه الرؤيا، علما أن المرأة قد ذكرت اسم الشاب الذي أعرفه وهو ميسور الحال.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنقول بادئ ذي بدء أن استمرار علاقة بين شاب وفتاة قبل عقد الزواج أمر محرم ولا يجوز التمادي فيه، بل يجب قطعه والتوبة منه. وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم الرجل أن يخلو بامرأة ليس معها محرم فقال صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم. متفق عليه. ولأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما كما صح في الحديث.

وعليه، فننصح أمك بالمبادرة في أمر زواجك إن كانت تراه مصلحة؛ لما في الحديث الشريف: لم نر للمتحابين مثل النكاح. رواه ابن ماجه وصححه الألباني.

وأما عن موضوع رؤيا أمك، فنسأل الله تعالى أن تكون رؤيا طيبة، ونعتذر عن تفسيرها؛ لأن موقعنا خاص بالإجابة على الأسئلة الفقهية ولا علاقة له بتفسير الأحلام، وعليك أن تسألي عنها من له علم بتأويل الأحلام ممن هو من أهل الخير والصلاح.

ونريد هنا أن ننبهك وننبه أمك إلى الآداب التي أرشد إليها النبي -صلى الله عليه وسلم- في أمر الرؤيا. فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الرؤيا ثلاث: حديث النفس، وتخويف الشيطان، وبشرى من الله، فمن رأى شيئا يكرهه، فلا يقصه على أحد وليقم فليصل.

وروى البخاري ومسلم أيضا عن أبي سلمة قال: لقد كنت أرى الرؤيا فتمرضني حتى سمعت أبا قتادة يقول: وأنا كنت أرى الرؤيا تمرضني حتى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الرؤيا الحسنة من الله، فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث به إلا من يحب، وإذا رأى ما يكره فليتعوذ بالله من شرها، ومن شر الشيطان، وليتفل ثلاثا، ولا يحدث بها أحدا فإنها لن تضره.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني