الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قوله تعالى(تعبدون) في الشعراء و(يعبدون) في الذاريات

السؤال

أريد معرفة الفرق بين كلمة تعبدون في الآية 75 من سورة الشعراء وكلمة يعبدون الآية 56 من سورة الذاريات.

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

الفرق بين الكلمتين المذكورتين: أن الأولى من كلام إبراهيم لقومه وتوبيخهم على عبادة الأصنام، وأن الثانية من كلام الله تعالى لتعليم عباده الهدف من خلقهم.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن آية الشعراء جاءت في سياق محاجة قوم إبراهيم له عند دعوته لهم بتوحيد الله تعالى وترك ما كانوا يعبدون من الأصنام والكواكب.. وبداية السياق قول الله تعالى: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ* إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ. {الشعراء70،69}

قال إبراهيم لقومه : أفرأيتم - أيها القوم - ما كنتم تعبدون" من هذه الأصنام "أنتم وآباؤكم الأقدمون" الأولون الذين كانوا على عبادة الأصنام.

وأما آية الذاريات فبدايتها: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ.{الذاريات56}

فهي تبين الهدف أو المقصد الذي من أجله خلق الله عز وجل الإنس والجن وهي عبادته وحده لاشريك له قال أهل التفسير: إلا ليعبدون أي إلا ليقروا بالعبودية طوعا وكرها.

وأصل العبودية الخضوع والذل والمحبة

فالفرق بين الكلمتين: أن "ما كنتم تعبدون" في سورة الشعراء من كلام إبراهيم لقومه.

وكلمة "ليعبدون" من كلام الله الموجه إلى عباده ليعلمهم الهدف الذي من أجله خلقهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني