الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كتمان الهموم والعفو عمن أساء

السؤال

هل يجوز كتمان الأحزان والمشاكل والشخص يعاني منها في فترات من الزمن ولم يخبر أحداً لا قريبا ولا بعيدا وما حكم هذا وعندما يتذكر هذه المواقف في المستقبل يتأثر منها هل له ثواب، ما فضل كتمان الأحزان والمشاكل والمصائب ويعفو عمن أساء إليه، أنا شخص مع إخواني منذ خمس سنوات لم أتكيف معهم لم أتعرف عليهم حق المعرفه عندما أراهم مجتمعين أحزن لأنهم يعرفون بعضهم البعض حق المعرفة وأنا لا أستطيع أن أتعرف عليهم حق المعرفة؟

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

الأفضل للشخص أن يبث شجونه وهمومه ومصابه لمن يثق به إذا كان لا يستطيع تحمل كتمانها.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا مانع من كتمان الشخص أحزانه ومصائبه عن الناس، وخاصة إذا كان ذلك بقصد الصبر عليها واحتسابها عند الله تعالى، فقد أثنى الله عز وجل على الصابرين وبشرهم بالثواب العظيم، فقال تعالى: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ {البقرة:155}، وقال تعالى حكاية عن يعقوب عليه السلام: إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ {يوسف86}، وإذا خشي الشخص أن يعود عليه الكتمان بضرر نفسي فإننا لا ننصح بالكتمان حينئذ، والأفضل في هذه الحالة أن يبث شجونه لأصدقائه وإخوانه فبذلك ينفس عن نفسه، فبعض الناس يسبب له كتمان ما يلاقي من مشاكل الاكتئاب والانعزال... وإذا بث شجونه للآخرين وخاصة أصدقاءه ارتاح مما يجد.

وأما العفو عن من أساء إليه ففيه أجر عظيم وخير كثير من الله تعالى، وخاصة إذا كان عن الإخوان والأقربين فقد روى الحاكم وغيره عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: يا عقبة ألا أخبرك بأفضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة: تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك. ألا ومن أراد أن يمد في عمره ويبسط في رزقه فليصل ذا رحمه. ولذلك فنحن ننصحك بالتكيف والاندماج مع إخوانك والتعاون معهم على ما ينفعكم في دينكم ودنياكم ولا داعي للحزن والقلق... كما ننصحك بدعاء إزالة الهم والحزن فقد روى الإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما أصاب أحداً قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضِ في حكمك، عدلٌ في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو علمته أحداً من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني وذهاب همي. إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجاً، فقيل: يا رسول الله ألا نتعلمها؟ فقال: بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها. نسأل الله تعالى أن يفرج همك ويزيل حزنك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني