الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى حديث: لولا بنو إسرائيل لم يخبث الطعام...

السؤال

 ثبت أن اللحم قبل زمن بني إسرائيل لم يكن يتعفن، فهل وقفتم على بحث للعلماء في هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة لعلهم يتوصلون إلى فتح علمي يجذب القلوب إلى هذا الدين العظيم، لاسيما أنَّ الفراعنة كما يُذكر كان الطعام لا يتعفن عندهم؟ لذا يهمني تعليقكم على هذا الموضوع. والله أعلم وأحكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالمعنى الذي ذكره السائل هو أحد المعنيين اللذين حمل عليهما ما ثبت في الصحيحين عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: لولا بنو إسرائيل لم يخبث الطعام، ولم يخنز اللحم.

قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في فتح الباري: قَوْلُهُ: لَوْلَا بَنُو إِسْرَائِيلَ لَمْ يَخْنَزِ اللَّحْمُ، يَخْنَزُ بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَسُكُونِ الْخَاءِ وَكَسْرِ النُّونِ وَبِفَتْحِهَا أَيْضًا بَعْدَهَا زَايٌ أَيْ يُنْتِنُ، وَالْخَنَزُ التَّغَيُّرُ وَالنَّتْنُ، قِيلَ أَصْلُهُ أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ ادَّخَرُوا لَحْمَ السَّلْوَى، وَكَانُوا نُهُوا عَنْ ذَلِكَ، فَعُوقِبُوا بِذَلِكَ حَكَاهُ الْقُرْطُبِيُّ، وَذَكَرَهُ غَيْرُهُ عَنْ قَتَادَةَ. وَقَالَ بَعضهم: مَعْنَاهُ لَوْلَا أَن بني إِسْرَائِيلَ سَنُّوا ادِّخَارَ اللَّحْمِ حَتَّى أَنْتَنَ لَمَا ادُّخِرَ فَلَمْ يُنْتِنْ. اهـ.

وحيث إن الحديث يحتمل المعنيين، فليس لنا الجزم بأحدهما إلا بتوقيف من كتاب أو سنة.

وأما هيئة الإعجاز العلمي؛ فلم نطلع على بحث لها في الموضوع، وبإمكانك أن تراجعهم، وتدخل على موقعهم، لعلهم يفيدونك في الموضوع.

والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني