الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطبة الفتاة عن طريق قريباتك يبعد الحرج عنك

السؤال

أعجبت بفتاة ومن يوم رؤيتي لها أول مرة أحسست بشيء غريب يجذبني إليها وأنها هي الإنسانة التي أبحث عنها وأريدها أن تشاركني حياتي وفعلا استخرت وعزمت أن أتقدم إليها وبدأت أسال عنها وحاليا أنا أعرف عنها كل شيء. وزادت سعادتي بسؤالي ووجدت فيها من الخير الذي يتمناه أي إنسان في شريكة عمره وقد قابلتها عدة مرات وتحدثت معها في أمور متعلقة بالعمل لأنها تعمل في مكان أتردد عليه بحكم طبيعة عملي ومن خلال تحدثي معها أردت أن أستشف وأعرف مدى قبولها لي بالطبع في حدود وبطريقة غير مباشرة وفعلا أحسست برد فعل طيب وأنها فهمتني وما أنوي عليه.
المشكلة أنني كلما أنوي أن أصارحها برغبتي في التقدم إليها لا أستطيع نهائيا مع أني أتكلم أمام الكثير من الناس الذين يعرفوننا وغيرهم فى هذا الأمر وأؤكد عزمي على التقدم إليها وأبلغهم باليوم والميعاد في كل مرة ولكن أجيء عندها وأتوقف ولا أستطيع . في البداية كانت عندي بعض المشاكل الخاصة بي والتي كنت أنتظر حلها وعندما تيسرت أموري وأخبرت المحيطين وغيرهم بذلك ونويت لم أستطع أن أكلمها ثم بعد ذلك حصلت معي بعض الظروف الأخرى التي أخرتني وبعد أن مرت لم أستطع أيضا مصارحتها وهذه الحالة تكررت عدة مرات . أنتظر حل مشاكلي ثم بعد أن أحلها لا أتكلم ثم تظهر مشاكل أخرى وهكذا أحس أنني في دوامة غير منتهية مع العلم أني أستطيع الوصول إليها وكلامها بعدة طرق.
سؤالي هو أني أخشى أن تكون هذه المعوقات دليلا على عدم وجود خير في ارتباطي بها وهذا سبب عدم قدرتي على أن أكلمها وهذا يقلقني جدا لأني أرغب فعلا في الارتباط بها وأفعل الكثير لأجلها وأحس أن عندها نفس الشيء وأنها تنتظر مني ذلك ولكني أحس أيضا بقلقها بسبب تأخيرى وأيضا لنفس السبب وهو هل وجود كل هذه المعوقات دليل على عدم وجود الخير وخاصة أنني أدعو الله دائما في صلاتي أن يقدم لي الخير في جميع أموري .
أم أن الحسد وتربص الأعين الدائم والمستمر لنا ومعرفتهم مني الموضوع من البداية ومعرفتهم مني أيضا الميعاد في كل مره قبل أن تعرف هي مني أي شيء وكلامهم المستمر عن الموضوع وتأكيدهم أنه سوف يتم بلا شك بدون تقديم مشيئة المولى عز وجل. أفيدونى أرجوكم.
كذلك أخشى أن تعتقد هي أني مراوغ لأني أتكلم أمام الناس ومع هذا لا آخذ أي خطوات أي أننى أتبع طريقا فيه الكثير من اللف والدوران ولا أتبع الطريق الواضح المباشر في مثل هذه الأمور ولا أطرق البيت من بابه فأخشى أن تمل هي من كل تصرفاتي هذه ولا أدرى ماذا أفعل.
وأخشى كذلك أن تعتقد أن إدراكي برد فعلها الإيجابي وانتظارها قد يكون سببا في طمعي وإحساسي بأنها أصبحت مضمونة بالنسبة لي لذلك لا أحاول عمل شيء أو أسعى أو أعتمد عليها وهذا الشيء أكيد سوف يكون غير مقبول منها بالمرة.
أدرك جيدا أن كل شيء نصيب ولكن علي أن أسعى وأن آخذ بالأسباب لأن ليس معنى أن كل شيء نصيب أن لا أسعى وأظل مكاني وألا آخذ أي خطوات ومع هذا أنتظر أن أحصل على ما أريد علي أن أتوكل على الله وأسعى وأحاول ولا أتواكل وأنتظر النتائج كأن لا أذهب لحضور الامتحان مثلا وأقول لو مكتوب لي النجاح سوف أنجح بدون حضور الامتحان لا أدري لماذا أفكر بهذه الطريقة.
أشعر أحيانا أنني أناقض نفسى ولا أدري ماذا أريد وعندما أرى أن الذي أمامى كلامه منطقي وصحيح وأكون مقتنعا بذلك تكون لي ردود فعل غريبة أنا نفسي لا أستطيع تفسيرها للهروب من توضيح أو تفسير أي شيء أو حتى لا أبدي أني أوافق هذا الشخص على رأيه أو أؤيده لأنى لا أحب نهائيا أن أظهر له ذلك لأسباب لا أعرفها ولا هو مع أن توضيحي موافقتي على وجهة نظره لا أعتقد أن فيها أي شئ يقلل من شأني أو يعيبني نهائيا لكني لا أدرى لماذا أفعل ذلك.
هذه المشكلة أيضا سببت لى بعض تأنيب الضمير لأني بالرغم من ثقتي في أنها تنتظرني لأنها تعتقد أني سوف لا أتأخر عن ذلك وقريبا سوف آخذ الخطوة المطلوبة وهذا عرفته هي مما أفعله حولها ولكني أخشى أولا إذا طالت المدة في ما أفعله ومشاكلي ومعوقاتى غير المنتهية أن تمل وتتركني وثانيا أخشى أن اكون قد ظلمتها بكلامي الكثير عنها أمام الناس مع عدم محاولتي فعل أي شيء . وهى بالطبع ليس عليها أي شيء وغير مطالبه بأي شيء نهائيا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فربما يمنع من مصارحتها بخطبتها الخجل والحياء كما يقع لكثير من الناس، وعلاج ذلك أن تخطبها بواسطة إحدى قريباتك أو أقربائك. وعليك أن تكف عن لقائها والحديث معها وغير ذلك حتى تعقد عليها عقد نكاح شرعي، كما تجب عليك التوبة إلى الله تعالى مما سبق من ذلك؛ إذ لا يجوز في الإسلام إقامة علاقة مع امرأة أجنبية خارج نطاق الزوجية. ونصيحتنا لك أن تسارع إلى خطبة تلك الفتاة إن كانت ذات خلق ودين بما ذكرنا من الوسائل وغيرها. وخير علاج للمتحابين هو النكاح؛ كما في الأثر. وللمزيد انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 17540، 65784 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني