الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الهجر والتخلي عن المسؤوليات هل يسوغ عقوق الوالد

السؤال

أنا عمري 15عاما وأختي عمرها 7 أعوام -لقد كان هناك خلافات بسيطة بين أبي وأمي مثل كل الآباء- وأبي فجأة أراد أن يتزوج وطلق أمي لأنه لا يستطيع أن يعدل، علما بأنني قلت له نحن لا يوجد لنا أحد ولا حتى أمي إلا أن تدخل الأهل والأقارب لم يجد فعلا -وعلما بأنها أكبر مني بـ 4 أعوام وقد تعرف عليها عن طريق إحدى المواقع بالإنترنت- أبي يقول لي أن أحب زوجته وأزوره وأودها- أنا أكرهها لا أحبها لا أريد رؤيتها- لا أستطيع أن أصدق أن هذا أبي الذي يحبنا وكان يلبي كل طلباتنا وكنا دوما نلعب ونمرح مع بعضنا جميعا وكنا قبل سنة في سفرة مع بعضنا جميعا، لا أعلم من أين أتته هذه القسوة وأصبح يتحدث معنا بالأسبوع والأسبوعين مرة وها نحن صار لنا 5 شهور لم نره، أنا أصبحت أنسى وجهه وأختى دوما تبكي وأمي مهما قلت عن حالتها فقليل وخصوصا لا أحد معنا هنا، فهل إذا لم أرد على أبي ولم أرد أن أرى زوجته ولا أريد أن أحزن أمي لأن أمي ليس لها أحد غيري الآن أنا وأختي وأريد أن أقول لك إنني مريض أعاني من تآكل في مفاصلي حتى أنني عندما أكبر لن أكون العكازة التي سترتكز عليها أمي وأختي، فهي أصلاً التي تساعدني دوما وهي التي تأخذني للدكتور، فهل هذا أب هل يحبنا لو يحبنا كان ما فضل واحدة من الإنترنت وتصغره بكثير علينا لقد صرف الآلاف عليها وكل يوم ببلد، وأحب أن أضيف أن تصرفاته غريبة يعني ممكن تصرفات فتى مراهق؟ شكراً لكم وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن على الوالد مسؤولية تجاه أبنائه لا يجوز له التخلي عنها فإنهم أمانة في عنقه، وسيسأل عنهم يوم القيامة، فعليه مؤنة الصغار منهم والعاجزين عن الكسب من نفقتهم وكسوتهم وسكنهم وعلاجهم وتعليمهم، وكل ما يحتاجونه بالمعروف، وعليه زيارتهم وتعهدهم بكل ما يصلحهم، ولا يجوز له التخلي عن هذه المسؤولية بحال.

كما أن على الولد أن يبر أباه مهما فعل، ولا يجوز له عقوقه أو هجره، بل عليه زيارته وبره وصلته وطاعته في المعروف، ولا يجوز له بحال الهجر والقطيعة لوالده وإن هجرهم الوالد وقطعهم، والله سبحانه ناصر الواصلين المحسنين إلى أرحامهم، وإن قطع الأرحام وأساءوا، كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال العلماء: أطع الله فيمن عصى الله فيك.

وينبغي العلم بأن من حق الوالد أن يتزوج بالثانية، وإذا كانت هذه المرأة صالحة فلا ينبغي بغضها ومعاداتها، بل ينبغي حفظ حقوقها كمسلمة من أهل ود الوالد، ونشير على الأخ بأن يسعى في الإصلاح بين والديه أو يوسط بينهم من أهل الخير من يصلح بينهما، بحيث ترجع الوالدة إلى الوالد، بأن يطلب من الوالد مراجعة والدته، إذا كان الطلاق رجعياً، ويطلب من الوالدة القبول بالرجوع، وتقبل الزوجة الثانية، ولو تطلب الأمر أن تتنازل له عن بعض حقوقها بما يرضي الوالد، ويقنعه بإعادتها ولعل الله عز وجل أن يلين قلب الوالد مرة أخرى وتعود المياه إلى مجاريها... وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني