الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يأثم الأولاد في عدم رضى أبيهم عنهم فيما لا طاقة لهم به

السؤال

شيخنا الفاضل أواجه مشكلة مع والدي ليس أنا فقط بل حتى أخي الكبير يواجه نفس المشكلة دائما لا يفخر بنا على رغم أننا نعمل جاهدين لإرضائه و كل سببه الوحيد أن أجسامنا مليئة ويقول أنتم عاقون بي لأنكم لم تنحفوا حتى أنه في آخر مرة قال لشخص إنهم صاروا مثل الجبال أعلم يا شيخي أنك ستقول لي هذا والدك هل يعقل أننا إذا لم ننحف نصير عاقين به؟ أيضا يا شيخي الفاضل حدثت لنا مشكلة والدتي متوفاة منذ أكثر من عشرين عاما و أبي متزوج من أخرى وهي من ربانا حتى إننا كنا نقول لها يا أمي بعد زواجنا قامت هذه المرأة بشتى الوسائل بالتفرقة بيني وبين أخي لم تفلح قامت تقول لأبي إن أبناءك لا يريدوني ولا يريدون بناتك فيقوم أبي بطردنا من البيت على الرغم أن عملي أنا و أخي في منطقة بعيدة عن مسكن أبي في كل مرة يهددنا بالقتل ويهددنا بالطرد المشكلة الأخيرة وهي كالتالي:
إن ابن عم لي جاء لخطبة أختي فقمت أنا وأخي بنصح أختي و يعلم الله أن نصحنا لها إلا في مصلحتها و هي أن تنتبه لزوجها إذا تزوجته وان لا تقول ما يدور بينها وبينه في أي شيء وقلنا لها احذري أن تقولي ما يدور بينك وبينه من أمور الأزواج لأن أمها كانت تريد من زوجتي أن تقص لها ما كان يدور بيني وبينها وكذلك أخي وزوجته فقلنا لها لا تكلميه في فترة الخطبة لأنه لا يجوز لك ذلك وقد لا يحصل زواج من الأصل وزوجة أبي قالت لزوجتي إنه في مرة كانت أخت ابن عمي كانت تكلم أختي و هو كان بجوارها قال أريد أن أسمع موافقتها على الزواج بأذني فقامت أختي بقفل الخط قمت أنا بنصح زوجة أبي أن تنتبه لابنتها و لا تدعها تحدثه من هذا القبيل و يعلم الله أني لم اقل لأخي شيئا فقام أخي بمحض الصدفة وقال لأختي احذري من مكالمته فعرفت زوجة أبي فقالت لأبي إن زوجتي هي من نم وأنها تتكلم في شرف بنته استشاط أبي غضبا حتى أنه كلم زوجتي وقد قام بتجريحها بكلام لا يليق به كرجل في عمر الخامسة والخمسين وقال لها لن أرضى عن ولدي حتى يطلقك و يعلم الله اني مرتاح معها واني رزقت بطفل منها فقام أخي واتصل على والدي يشرح له الموضوع وقال إن أختي هي من قالت له أنها شعرت به بجانب أخته حتى يكلم أختي فلم يصدق أبي بل قال هي النمامة يقصد زوجتي و قال له اخي اتق الله فينا يا أبي هذا لا يعقل ما تعمله بنا فقام أبي بالدعاء عليه وعلي ودائما يدعو علينا من دون ادني سبب بل و منع عنا أخوتنا حتى بالاتصال علينا بل حتى بالرد على مكالماتنا ونحن في حيرة من أمرنا و الموضوع يا شيخ يطول لكن لم أرد أن أطيل اكثر من ذلك أفتونا يا شيخنا الكريم مأجورين والله لا نعلم ماذا نعمل غضبت زوجتي وغضبت انا فقمنا بالدعاء على زوجة أبي مما بدر منها وأيضا تقول لأخي اننا تكلمنا في زوجته ونحن لم نتكلم تتهمنا بهتانا وزورا وأبي دائما يكذبنا ويقول هي الصادقة حتى انه يقول لو تتفل علينا لا نقول لها شيئا هل هذا يعقل حتى انه قال أنكم انتم أولاد زنى وقد قالها أكثر من مرة ويقول أنا عندي مرض السكر ولا ادري ماذا أقول ونحن نعمل جاهدين أن نرضيه هل تعلم يا شيخ أننا لا نستطيع أن نقول له أين ورثنا من أمنا يقول انتم تتهموني بسرقته و يقول حقكم محفوظ زوجته تعلم عن مكانه ونحن لا نعلم يا شيخي الكريم ما هو الحل في مثل هذه الحالة انصحنا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما يفعله والدكم من الإساءة إليكم لا يجوز له؛ لكن لا يبيح الإساءة إليه ولا يسقط بره فعليكم أن تجتهدوا في الإحسان إليه وصلته ومناصحته واجتناب ما يجلب غضبه وسخطه.

وينبغي أن تترفعوا عن أحاديث النساء فذلك شأنهن وديدنهن. فاللوم إنما هو على من يصغي إليهن في تلك الأمور وينقلها ، فكم أفسدت بذلك من بيوت ، وأما عدم رضى أبيكم عنكم فيما لا طاقة لكم به كالنحافة ، فلا إثم عليكم فيه ، وحقكم في إرث أمكم يجب عليه أن يدفعه إليكم ، ولكم الحق في مطالبته به لكن ينبغي مناقشة ذلك معه بالرفق واللين وتوسيط من له وجاهة عنده من أقاربه وغيرهم في ذلك.

وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية.

76545، 56520، 62692.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني