الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحرص على الخطيب ذي الخلق والدين

السؤال

أشكركم كثيرا على هذا العمل الذي تقومون به الذي أدعو الله من خلاله أن يجازيكم كل الخير ..أنا فتاة من الجزائر تم خطبتي على شاب أعرفه لمدة 4 سنوات وخلال هده الفترة لم يكن أهله يتصلون بي أو يقومون بزيارتي في المناسبات وأرجعنا السبب إلى بعد المسافة لأنهم من سكان الجنوب ونحن من شمال الجزائر ...إلى جانب هذا كانوا في كل مرة يطلبون المال من ابنهم لأسباب كثيرة مرة لشراء سيارة ومرة أخرى لتبديلها بموديل جديد ومرة شراء أثاث للبيت .. المهم أنه بدلا من أن تحث والدة خطيبي ابنها على التعجيل بالزواج كانوا يؤجلون فيه رغم أنه كان من رأيي التعجيل إلا أن الظروف دامت طويلا ومرت أربع سنوات ..وكان من المفروض أن يتم الزواج في شهر نوفمبر إلا أننا قمنا بتأجيل الزواج لأني كنت حصلت على وظيفة أفضل من التي كنت اعمل فيها وبموافقة خطيبي على أن أبدأ العمل ، وبالفعل بدأت العمل في الوظيفة الجديدة إلا أنه بقي 20 يوما على العرس لكننا لم نكن مستعدين لا أنا ولا والدي ماليا ....تعقدت الأمور وحاول أبي الحديث مع والده إلا أن والد خطيبي أجابه بالتالي إن أردتم أن تقوموا بالعرس فهذا هو التاريخ وإن لم تشاءوا فليذهب كل واحد في طريق كانت محاولة أبي بالإقناع فاشلة ولم يحترمه والد خطيبي ما جعلني أشعر أن كرامة والدي أهينت...لم يتم حفل الزواج ومرت أربعة أشهر ولم تظهر عائلة خطيبي .. السؤال هو أن خطيبي يفضل دائما عائلته علي في كل الأمور حتى أنه آكد لي أن والده خاطئ فيما فعل مع والدي كما قال له الإمام هنا بالجزائر إلا أنه رغم ذلك ينتظر مني التنازل وأن أبقى الوحيدة بالتنازل إلا أني رفضت لأني شعرت أن كرامتي أهينت .. والده اليوم لا يريد أن يقيم حفل الزواج له في الوقت الذي أقامه لولده الآخر في فترة نوفمبر 2007 وهو الآن يقول لابنه أنت حر اذهب واصنع ما شئت. هل أنا المخطئة حفاظا على كرامتي التي لم ولن يحفظها لي خطيبي كما أكد علي بالتنازل لأنه أهله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلم يتبين لنا المقصود بالتنازل، وماذا يتنازل عنه، لكن إن كان الفتى ذا خلق ودين فننصحك بالحرص عليه وموافقته على التعجيل أو التأجيل إن لم يكن في ذلك ضرر عليك. وينبغي أن تعلمي أنه لا زال أجنبيا عنك ليس له عليك أمر أو نهي، ولا يجوز له الخلوة بك أو الحديث معك لغير حاجة. وينبغي غض النظر عن المخطئ والمصيب فيما كان، والنظر فيما يكون من ضرب موعد للزواج والمصالحة والتفاهم، فذلك خير إلا إذا رأيت أن الأمور لن تستقيم لك بعد الزواج لكره أهله لك ونحو ذلك فلا حرج عليك في فسخ الخطبة والإعراض عنها، فذلك خير من الطلاق وحصول الشقاق بعد الزواج. وللفائدة انظري الفتاوى: 35230، 1151، 30292.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني