الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف الأبناء من ظلم أبيهم وإساءته لهم

السؤال

أنا طالبة في الصف الثالث الثانوي وأعانى من أنني لا أحب والدي وذلك لأنه كلما تضايق من شيء أو تشاجر مع أحد لا ينهي عصبيته إلا بعد أن يفتعل معي مشكله تؤدي إلى ضربي.
من فترة بعد افتعال مشكلة قال لي أن أذهب معه ومعه عائلتي إلى مسابقة ما فقلت له وبأدب أنا آسفة لن أستطيع أن أذهب لأني أذاكر فاعتقد أنني لن أذهب لأنني أعانده لأنه متشاجر معي وهكذا دارت المشاجرة حتى انتهت بضربي ضربا شديدا ولولا أن أخذت أختي منه السلك لضربني به.
وكل من عرف هذا الأمر يقول إنني مخطئة لأنني وقفت أمامه وهو متعصب ولأنني أصررت على عدم الذهاب وإن علمت أنه حلف على والدتي بالطلاق ولكنني لم أذهب معهم وأبقاني عند جارتي حتى عاد وعندما عاد صعدت لأكمل مذاكرتي فقال لي إنني لن أدخل امتحانات هذا العام وإن العلم لن يجعلني أجد وظيفة وإنني عاقة لأهلي وإنني سوف أصبح فقط خادمة بالمنزل ووالدي يقول إنه لأنه والدي يستطيع أن يضربني ضربا إلى الموت وكل ما علي أن أقول حاضر فقط وإنني إذا رددت عليه لتوضيح موقفي في شيء أصبح قليلة الأدب وهو يكذب ويحلف كذبا ويقول لنا إنه يكره الكذب بل ويضرب أخي ضربا مبرحا لأنه يعتقد أنه كذب وفي بعض الأحيان يكون أخي صادقا وأنا الآن مقاطعته وأعلم أنه حرام ولكنني لم أستطع أن أتكلم معه لعلمى أنه يظلمنى كثيرا ويضربنى ضربا لا أستعيد صحتي منه إلا بعد أوقات طويلة والكل يقول لي إنه هكذا لأنه مريض بالسكر فهل له حجة لأنه مريض وهل أمي تعتبر طالقة منه وهل ضربه على الوجه حلال له لأنه أب مع العلم أن عيني متورمة بسبب ضربته وأختى تريد أن تترك المنزل بعدما تنتهي من دراستها مما يفعله كما أن أخى الصغير يريد ذللك أيضا ووالدتي فى البيت فقط حتى لا نسمى أن أمنا مطلقة.
لا أعرف ماذا أفعل لكنني لا أحبه؟
أرجو من سيادتكم الرد عاجلا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز للأب ظلم أبنائه والإساءة إليهم وضربهم على وجوههم أو ضربهم ضربا مبرحا، ولكن فعله لذلك لا يبيح الإساءة إليه ولا يسقط بره وحقه في الصلة والتوقير، وشعورك ببغضه إن لم يكن لك إرادة فيه أو تصرف وفقه بقول أو فعل فلا تؤاخذين به، لكن ينبغي محاولة إزالته من النفس لكيلا يتمكن منك ويؤدي بك إلى عقوق أبيك، وقد أخطأت بمواجهته عند غضبه وثورته، فاتقي الأسباب التي تؤدي به إلى تلك الأفعال، واجتنبي ما يسخطه من الأقوال والأفعال، وأصلحي ما بينك وبينه بالإحسان إليه وبره مهما كان منه وقلبه أرحم من أن يرى منك ذلك فلا يعطف عليك ويسامحك، وإذا أردت مناصحته أو بيان أمر ما فاتركيه حتى يهدأ غضبه وتطمئن نفسه إليك ثم اذكري له ما تريدين هذا هو الأسلوب الذي ينبغي أن تسلكيه لعلاج تلك المشكلة. وأما مأسألت عنه من تصرف الأب بما ذكرت من ضربك على الوجه وإهانتك فلا يجوز له وهو آثم فيه إلا أن يكون دون أرادة منه، كأن يكون حال فقد وعيه بسبب الغضب والمرض فله عذر في ذلك.

وأما هل أمك مطلقة فلا يمكن الحكم في ذلك لأنك لم تبيني لنا الصيغة التي صدرت من أبيك وهل وقع ما علق الطلاق عليه أم لا، ولكن إن حلف بالطلاق على أنك تذهبين معه ولم تذهبي معه فيقع عليه ما حلف به من الطلاق في قول جمهور أهل العلم، وقيل إن كان قصد الحث والتأكيد فلا يقع عليه الطلاق وتجزئه كفارة يمين وهو رأي شيخ الإسلام ابن تيمية، وعلى فرض وقوع الطلاق فله مراجعتها قبل وقوع عدتها دون عقد جديد مالم يكن ذلك هو الطلاق الثالث.

ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية:23716، 60934، 98417، 99848، 69070، 835، 6759، 18800، 20947.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني