الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يريد فسخ الخطبة لكون خطيبته تدرس في معهد مختلط

السؤال

أنا شاب خاطب لفتاة تدرس بمعهد مختلط وأنا أخشي عليها من هذا الاختلاط تحدثت معها وقلت لها اتركي هذا المعهد أفضل فرفضت هي وأهلها وقالت إنها لا تختلط ولا تحدث الشباب وفي نفس الوقت تريد أن تقنعني بأنها لو تحدثت مع زميلها في حدود الدراسة لأنه أحيانا تطلب منها المشرفة إعداد بحث وتناقش زملاءها البنات والأولاد علي السواء وأيضا يكون هناك معسكر داخل المعهد ويقومون فيه بأنشطة مختلفة كأغاني وشعر وغيرها وطبعا توجد موسيقي وهي تقول وتؤكد أنها لا تشارك في كل هذا وتشارك فقط في تجهيز القاعة من تنظيف وكنس فقط ويقوم بهذا بنات فقط.وأنا قد دخل الشك في قلبي من ناحيتها بأنها تحدث الشباب وتختلط في المعهد وفعلا عزمت أن أفسخ الخطبة لأني شاب أريد الالتزام وإن كنت غير ملتزم بالكامل فعندي بعض المعاصي ولكن عارضتني والدتي وأصدقائي علي فسخ الخطبة
(وقالت لي والدتي إن كل ما بداخلي ظنون وأوهام والبنت طيبة ومحترمة وأهلها كذلك فلا تمنعها من دراستها بعد الزواج وكن علي وعدك لأهلها وكلها سنتان وتنتهي الدراسة )
وفي الحقيقة وللأمانة البنت تستجيب معي في أمور الدين فهي بدأت معي في قراءة حزب من القرآن كل يوم وصيام الإثنين والخميس وبدأت تستقيم علي صلاة الفجر وأمور أخري في الدين علي الرغم من أنها في البداية تجادلني وتتعبني في الشيء حتي تقتنع أنه حرام ولكن في النهاية تستجيب.
ولكن أنا لا أزال خائفا ومترددا ولا يتركني الشك أبدا أحاول دائما أن أدفعه لكن سرعان ما يعود وأتخيل أنها في المعهد تحادث الشباب وأنا أكره ذلك بشدة ولا أطيقه وهي لا تطيق وترفض بشدة أن تترك المعهد ودائما تغضب مني وتقول إنني لا أثق بها
أرجو النصيحة والدعاء لي وماذا أفعل هل أصر علي الفسخ أم أستعين بالله في أمري وأصبر وأتزوجها؟ مع العلم بأني أصلي الاستخارة دائما.أرجو النصح بشدة فقد أرهقني هذا الأمر جدا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن اختلاط الفتيات بالشباب في الدراسة وغيرها شر ومنكر، يجب إنكاره وتغييره بحسب الاستطاعة، وعلى الشباب والفتيات تجنبه ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، لما يجره عليهم من فساد في دينهم ودنياهم.

ولذلك فلا نلوم الأخ السائل على مطالبته لخطيبته بترك هذا المعهد المختلط، خوفا عليها من شر الاختلاط، إلا أن هذه الأمور التي ذكرت في السؤال إن كانت كما وصفت هي من وجهة نظرنا لا تستدعي فسخ خطبتها، لأن الفتاة تؤكد اجتنابها للاختلاط المحرم ، وهي كما ذكرت عنها تبدي كثيرا من التجاوب والالتزام بأحكام الدين ، مع ما ذكرت عنها من خلق طيب، وهذا مؤشر جيد في اعتبارها صالحة لتكون زوجة المستقبل .

ولذلك نشير عليه بعدم فسخ الخطبة والمضي فيها والإبقاء عليها، لاسيما وأن هذا رأي والدته.

وأما النصيحة له في هذا الجانب فهي أن يوصل لخطيبته ما يبين لها حكم الاختلاط ، كبعض الكتب والأشرطة التي تعالج هذا الموضوع.

وننبهه إلى أن خطيبته أجنبية عنه حتى يعقد عليها، وأن الخطبة لا يحل بها شيئ كان ممنوعا قبلها.

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني