الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

العلماء الأجلاء أود أن أسألكم عن سؤال يؤلمني كثيراًُ وهو: قرأت فى إحدى فتاوى الموقع أن أمهات المؤمنين كن يضعن ثيابهن عند النوم وأثناء قراءتي لهذه الفتوى شعرت بشهوة وانتصاب بسيط وبعد فترة قصيرة دخلت لقضاء حاجتي فشعرت بشهوة أثناء الاستبراء من البول وكل هذا الذي حدث لم يكن بقصد وأنا حزين جداً من ذلك الوقت، وسؤالي هو: هل ذلك الإحساس عدم تأدب ويخرج من الإسلام وما مصير عقد زواجي حيث إني متزوج ولي طفلان؟قمت بعمل منذ سنين طويلة وهو أني تلفظت بأقوال وأفعال تخرج صاحبها من الإسلام ولكني لا أدري إن كان هذا قبل البلوغ أم في بداية البلوغ فأظن ذلك في نهاية المرحلة الابتدائية أو فى إحدى المراحل الإعدادية لا أتذكر..... وبعد ذلك فأنا ملتزم منذ فترة طويلة والحمد لله فعمري الآن 39 سنة وأحافظ على الصلاة وورد من القرآن وملتزم بصحبة صالحة منذ فترة طويلة والحمد لله، ولكن أخشى من عقاب الله لي وما تأثير ذلك على عقد زواجي حيث إن زوجتي ملتزمة والحمد لله؟ آسف للإطالة جعلكم الله سببا فى إسعاد وقضاء حوائج الناس.

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

لا مؤاخذة عليك فيما حصل لك مما لم تكن تتعمده، ولا شيء عليك فيما تلفظت به إذا كنت قد أخلصت التوبة منه.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأما عن الجزء الأول من السؤال فإنك لست مؤاخذاً -إن شاء الله- بما حصل لك، لأنك لم تكن متعمداً لهذا الأمر، والله تعالى يقول: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا {الأحزاب:5}.

وأما عن الجزء الثاني فليس من شك في أن من واجب المرء حفظ لسانه، وقد ورد في صحيح البخاري وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم.. ولكن ما ذكرت أنك صرت عليه بعد ذلك من الالتزام والمحافظة على الصلاة وغير ذلك مما فصلته يعد توبة والحمد لله، وعلى أية حال فإنه لا تأثير لما ذكرته على زواجك طالما أن هذا كان قبل الزواج وأنك تبت منه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني