الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم مراسلة الفتاة لزميل الدراسة

السؤال

أنا طالبة جامعية ملتزمة والحمد لله وقد ربيت على أن لا أتعامل مع الشباب وأن لا أكلمهم.
لدي زميل في الدراسة منذ أيام قلائل فقط يرسل لي رسائل عبر بريدي الالكتروني، لكن مجرد أناشيد أو صور لأبطال الرسوم المتحركة التي يبدو أنه متعلق بها، ويطلب رأيي فيها، حتى الكلام لا يتكلم كثيرا، مثلا لا يسألني كيف الحال أو هكذا ،وسألني ذات مرة ما إذا كان حاسبي متصلا بشبكة الإنترنت فأجبته بنعم. وكنت أرد عليه برد عادي كــ "شكرا "ولا أرسل له أي ملف، لكني فوجئت برسالة جديدة فيها أنشودة وصورة وقال لي " لم لا ترسلين لي ملفات "
أرشدوني جزيتم خيرا، هل أرد عليه ؟ لأني أخاف أن تتطور الأمور وتوصلني إلى ما لا تحمد عقباه، وما زاد خوفي هو أن أهلي لا يعلمون ذلك وأنا اعلم أنهم في حال معرفتهم سيغضبون مني .
أم أخبره بأن يتوقف عن مراسلتي لأني لا أحب التعامل مع الشباب لكني خائفة من أن يشعر بإهانة ويقول فتاة متكبرة وسيئة بل وأكثر من هذا أخاف أن تتأثر بذلك دراسته فهو من الطلبة المتفوقين في المعهد.
أرجوكم أريد جوابا يريحني ويبعد عني هذه المشاكل ويبعدني عنها.. وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أحسنت بعدم الرد عليه إذ لا يجوز لك ذلك معه سدا للذريعة لأنه قد يفضي بك إلى الوقوع في الحرام وإلى ما لا تحمد عاقبته، ولا يتغير الحكم فيما لو علم أهلك ورضوا، فيجب عليك البعد عن ذلك وعدم الرد عليه فيما يريد؛ إلا أن تبيني له أنه لا يجوز لك مراسلة أجنبي عنك مهما كان نوع ذلك، وإن كانت له رغبة فيك فليتقدم إلى أبيك ويخطبك عند أهلك ويأتي الأمر من بابه، وأما تلك الأمور فما هي إلا استدراج إلى ما لا تحمد عاقبته، وكم من فتاة خدعت بذلك ،علاقة بريئة وكلام جميل ثم حب عفيف ولقاء زمالة وود وهلم جرا، وكل ذلك محرم شرعا فعليك أن تتقي الله عز وجل، واستمري على ما أنت عليه من المحافظة والبعد عن الرجال الأجانب، ومن رضيت دينه وخلقه ورغبت فيه فليخطبك لدى أهلك ويسلك السبل المشروعة في ذلك. وللمزيد انظري الفتويين: 1072، 77859.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني